اخبار

رئيس وزراء اليابان الجديد قلق من وضع إقليمي "خطر"

ا ف ب/AFP / فيليب فونغ شيغيرو ايشيبا رئيس الوزراء الياباني المقبل ينحني أمام العلم الياباني اثناء توجهه الى المنصة للتحدث خلال مؤتمر صحافي في طوكيو في 30 ايلول/سبتمبر 2024.

اعلن رئيس الوزراء الياباني الجديد شيغيرو إيشيبا الثلاثاء ان بلاده تواجه أخطر وضع أمني إقليمي منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية.

وقال إيشيبا الذي ستواجه حكومته تحديات اقتصادية وسياسية ودولية، خلال مؤتمره الصحافي الأول بعد تنصيبه أن "أمن بلادنا لم يكن مهددا بقدر ما هو عليه الآن منذ الحرب العالمية الثانية".

دعا إيشيبا (67 عاما) الذي شغل منصب وزير الدفاع، إلى إنشاء حلف آسيوي على غرار حلف شمال الأطلسي لمواجهة القوة العسكرية المتنامية للصين و الصواريخ الكورية الشمالية والتهديدات الأمنية الأخرى.

وصرح للصحافيين الثلاثاء "مع التحالف الياباني الأميركي كقاعدة، سنوسع دائرة الدول الصديقة التي تشاطرنا الأفكار نفسها باستخدام الدبلوماسية والدفاع لتحقيق السلام في اليابان والمنطقة".

وقال أيضا إنه سيركز على الأمن السيبراني وأمن اليابانيين الذين يعيشون في الخارج، وسيعمل على توفير حلول للنقص في القوات الجديدة في الجيش الياباني.

واقتصاديا، قال إيشيبا انه سيواصل نهج سلفه فوميو كيشيدا. وقال "إن الاقتصاد الياباني على وشك معرفة ما إذا كان سيخرج من الانكماش. وسأقود اقتصادنا وسياساتنا المالية من خلال إعطاء الأولوية لإنهاء الانكماش".

واعلن أن القطاعين العام والخاص سيطبقان نفس الهدف "لمشاركة المرأة في جميع سيناريوهات صنع القرار في جميع المؤسسات".

ومع ذلك، تضم حكومته امرأتين فقط ضمن فريق مؤلف من 20 شخصا.

وسيسعى لاعادة بناء شعبية الحزب الحاكم ومعالجة الأزمة الديموغرافية والتراجع الاقتصادي والمخاوف من التحركات العسكرية الصينية.

وكان إيشيبا فاز الجمعة برئاسة الحزب الليبرالي الديموقراطي (يمين محافظ) الحاكم في اليابان بدون انقطاع تقريبا منذ 1955، في ختام سباق محموم.

وكان تصويت البرلمان للمصادقة على تعيينه إجراء شكليا لأن الحزب الحاكم يشغل غالبية مريحة فيه.

وعين الأمين العام السابق للحكومة كاتسونوبو كاتو وزيرا للمال فيما كلف تاكيشي إيوايا بحقيبة الخارجية وغين ناكاتاني وزيرا للدفاع.

وكان إيشيبا أعلن الاثنين أنه يريد ترسيخ شرعية الحكومة الجديدة عبر الدعوة الى انتخابات تشريعية مبكرة في 27 تشرين الأول/اكتوبر.

- "استعادة ثقة الشعب" -

وكان إيشيبا، رجل السياسة المحنك الذي سبق أن تولى عدة مناصب وزارية بينها الدفاع والزراعة، حاول في السابق أربع مرات تولي رئاسة الحزب الحاكم لكن بدون نجاح.

شخصيته التي تثير انقساما داخل الحزب، معاكسة لشخصية سلفه فوميو كيشيدا الذي كان يحظى بشعبية نسبيا لدى الناخبين بحسب المحللين.

وقالت يوكو ناكانو من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إن فوز إيشيبا "يشير إلى أن الحزب الليبرالي الديموقراطي كان يبحث عن زعيم يحظى بخبرة وبدعم واسع من الناخبين لتولي رئاسة الحزب خلال الانتخابات الوطنية المقبلة".

وأضافت "إذا فاز الائتلاف الحاكم بولاية أخرى، فستتاح أمام إيشيبا الفرصة لإعادة تشكيل الديناميكية الداخلية للحزب واستعادة ثقة الرأي العام، مع معالجة التحديات الأوسع التي تواجهها اليابان، لا سيما الركود الاقتصادي الذي يشعر به الكثير من الناخبين والقلق في مجال الأمن الإقليمي".

بين سلسلة التحديات على المستويين الاقتصادي والسياسي وكذلك على الساحة الدولية، سيترتب على إيشيبا خصوصا مواجهة تباطؤ استهلاك الأسر اليابانية وضعف نمو الأجور، وهو ما يشكل عائقا أمام النمو في البلاد.

يؤيد إيشيبا التطبيع النقدي الذي بدأه بنك اليابان هذه السنة، وهو موقف أدى إلى ارتفاع سعر صرف الين الجمعة ودفع بورصة طوكيو إلى الانخفاض الاثنين، حيث يخشى المستثمرون أيضا من احتمال زيادة الضرائب على الشركات.

وستكون المسألة المقلقة المتمثلة في انخفاض معدل المواليد في اليابان التي لديها أكبر عدد من السكان الأكبر سنا في العالم بعد موناكو، بين أولويات إيشيبا الذي يرغب خصوصا في معالجة مشاكل ساعات العمل وتعزيز المساعدات للأهالي.

وسيكون عليه أيضا تحسين ثقة الناخبين في حزبه بعد سلسلة من الفضائح السياسية-المالية التي هزت الحزب وقوضت شعبية كيشيدا.

- توتر إقليمي -

خارج الحدود اليابانية، سيكون على رئيس الوزراء الجديد أيضا معالجة التوترات الدولية فيما كان سلفه تعهد مضاعفة النفقات الدفاعية وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة ودول أخرى متأثرة بتصاعد قوة الصين وسلوك روسيا وكوريا الشمالية.

الأسبوع الماضي، عبرت سفينة حربية يابانية مضيق تايوان للمرة الأولى. وقبل ذلك بأسبوع، أبحرت حاملة طائرات صينية بين جزيرتين يابانيتين قرب تايوان.

كذلك، أقلعت مقاتلات يابانية عدة مرات في الأسابيع الماضية للرد على أنشطة طائرات روسية وصينية، بما في ذلك في مجالها الجوي.

ويؤيد إيشيبا الذي زار تايوان في آب/اغسطس الماضي، إنشاء تحالف عسكري في المنطقة، على أساس نموذج حلف شمال الأطلسي ومبدأ الدفاع المشترك الذي يعتمده.

وقال إيشيبا في وثيقة للتوجه السياسي نشرت حديثا إنه "من خلال استبدال روسيا بالصين وأوكرانيا بتايوان، فإن غياب نظام الدفاع المشترك عن النفس مثل نظام حلف شمال الأطلسي، في آسيا يعني أنه من الممكن أن تندلع حروب لأنه لا يوجد أي التزام بالدفاع المتبادل".