اخبار

الشتاء المقبل سيكون " الاختبار الأشد" في أوكرانيا (الوكالة الدولية للطاقة)

ا ف ب/ا ف ب / سيرغي سوبينسكي دخان يتصاعد إثر غارة بطائرات روسية على كييف في 26 آب/أغسطس 2024.

حذرت الوكالة الدولية للطاقة الخميس من أن الشتاء المقبل سيكون "الاختبار الأشد حتى الآن" لشبكة الطاقة في أوكرانيا، بينما أعلن الاتحاد الأوروبي عن مساعدات إضافية لتمكين البلاد من الصمود في وجه هجمات روسيا على البنى التحتية للطاقة.

وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أنها ستتوجه إلى كييف لإجراء محادثات الجمعة مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي، حيث طرحت الوكالة الدولية للطاقة خطة من عشر نقاط لأوكرانيا لحماية أمن الطاقة.

وقالت فون دير لايين في مؤتمر صحافي في بروكسل مع المدير التنفيذي للوكالة الدولية للطاقة فاتح بيرول "يتعين علينا أن نبذل كل ما في وسعنا للحفاظ على استمرار الكهرباء. ومع اقتراب فصل الشتاء، يتعين علينا أن نؤمن الدفء للشعب الأوكراني الشجاع، بينما نحافظ أيضا على استمرار الاقتصاد".

وبحسب تقرير الوكالة الدولية للطاقة فإنه في عامي 2022 و2023 "حوالي نصف قدرة توليد الطاقة في أوكرانيا، إما تم احتلالها من قبل القوات الروسية أو تدميرها أو تخريبها، وتضرر حوالي نصف محطات الشبكة الكبيرة بسبب الصواريخ والطائرات بدون طيار".

وكان بيرول أكد في بيان صحافي مصاحب للتقرير "نجحت منظومة الطاقة في أوكرانيا في اجتياز الشتاءين الماضيين (..) لكن هذا الشتاء سيكون، إلى حد بعيد، أصعب اختبار لها حتى الآن".

ومع خسارة أوكرانيا أكثر من ثلثي قدرتها على إنتاج الكهرباء منذ بدء الحرب، حذر التقرير من "فجوة هائلة بين إمدادات الكهرباء المتاحة والطلب في أوقات الذروة".

وحث الدول الأوروبية على تسريع تسليم المعدات والأجزاء لإعادة بناء المرافق المتضررة ودعا إلى اتخاذ تدابير لحمايتها من الطائرات المسيرة.

وأعلنت فون دير لايين أن التكتل سيوفر 160 مليون يورو إضافية (178 مليون دولار) لمساعدة أوكرانيا خلال فصل الشتاء.

وأوضحت أن ذلك سيشمل 60 مليون يورو كمساعدات إنسانية و100 مليون يورو للإصلاحات والطاقة المتجددة، مضيفة أن المبلغ الأخير سيأتي من عائدات الأصول الروسية المجمّدة في الاتحاد الأوروبي.

وتابعت " سأتوجه إلى كييف لمناقشة هذه الأمور شخصيا مع الرئيس زيلينسكي غدا".

- تراجع قدرة توليد الطاقة -

وخلال الصيف، تراجعت قدرة أوكرانيا على توليد الطاقة بأكثر من 2 غيغاوات عن ذروة الطلب البالغة 12 غيغاوات.

ومع زيادة الطلب على الطاقة لتدفئة المنازل في الشتاء، تتوقع الوكالة الدولية للطاقة أن الطلب في أوقات الذروة في البلاد قد يزيد إلى ما يقرب من 19 غيغاوات.

وقال التقرير "قد تصبح الضغوط التي يمكن تحملها في أشهر الصيف غير محتملة عندما تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض وتتعثر إمدادات التدفئة والمياه".

وبحسب الوكالة الدولية للطاقة فإن محطات الطاقة التي تضررت بسبب الهجمات الروسية أو احتلتها القوات الروسية، مثل محطة زابوريجيا النووية، تحتاج بشكل عاجل إلى الاستبدال أو الإصلاح، في حين أن الأمن المادي وتكنولوجيا المعلومات للمنشآت الحيوية بحاجة إلى التعزيز.

كذلك، أوصت بزيادة القدرة على استيراد الكهرباء والغاز من الاتحاد الأوروبي، وتسريع اللامركزية في إنتاج الكهرباء وزيادة الاستثمار في كفاءة الطاقة.

كما قدرت كلفة الإصلاحات والتحديثات اللازمة بنحو 30 مليار دولار.

وحذر التقرير أيضا من أن انعدام أمن الطاقة قد يمتد إلى مولدافيا المجاورة.

وتأتي معظم الكهرباء في هذه الدولة من محطة طاقة تعمل بالغاز في منطقة ترانسنيستريا الانفصالية، بدعم من روسيا.

تعتمد محطة الطاقة مولدافسكايا جي آر إي إس، التي تنتج حوالى ثلثي كهرباء البلاد، إلى حد كبير على الغاز الروسي المستورد عبر أوكرانيا.

لكن أوكرانيا أعلنت الشهر الماضي نيتها وقف العمل بحلول نهاية العام باتفاقية تم توقيعها في عام 2019 تسمح لروسيا بضخ الغاز عبر أراضيها.

ورأت الوكالة الدولية للطاقة أن إمدادات الغاز في المحطة وأمن الكهرباء في مولدافيا ستكون عرضة لـ"عدم يقين كبير".

ونتيجة لذلك، حثت الوكالة البلاد على تأمين إمداداتها من خلال تعزيز العلاقات في مجال الطاقة مع جيرانها الأوروبيين، "مع فوائد للمنطقة الأوسع".