اخبار

إسرائيل والولايات المتحدة تؤكدان أن الهجوم الإيراني لن يمرّ من دون عواقب

ا ف ب / مناحيم كاهانا صواريخ تعترضها صواريخ أخرى فوق القدس في الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2024

تعهّدت إسرائيل والولايات المتحدة الثلاثاء بالردّ على الهجوم الإيراني على الدولة العبرية الذي تخلّله إطلاق قرابة 180 صاروخا للثأر لمقتل قادة من حركة حماس وحزب الله وإيران.

وهو الهجوم الإيراني الثاني على إسرائيل في غضون حوالى ستة أشهر.

وقال الحرس الثوري الإيراني إن الهجوم يأتي ردّا على مقتل كلّ من رئيس حركة حماس اسماعيل هنية في طهران في ضربة نسبت الى إسرائيل والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة وكان معه يومها قائد فيلق القدس الإيراني في لبنان عباس نيلفوروشان.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنّ إيران ارتكبت "خطأ جسيما" بقصفها الدولة العبرية، متوعّدا إياها بأنها "ستدفع ثمن" هذا القصف.

وأكّد الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الصاروخي "ستكون له عواقب"، وان إسرائيل ستردّ على إيران في الوقت والزمان اللذين "نقررهما".

وقالت واشنطن التي ساعدت حليفتها في اعتراض الصواريخ، إن إيران ينبغي أن تتحمّل "عواقب" هجومها، مشدّدة على أنها ستنسّق مع المسؤولين الإسرائيليين الردّ.

وسيعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا الأربعاء للبحث في التصعيد في الشرق الأوسط.

- 180 صاروخا -

ودوّت صافرات الإنذار في كامل الأراضي الإسرائيلية بعيد السابعة والنصف مساء، قبل أن تسمع الانفجارات في سماء القدس. وكان الجيش الإسرائيلي دعا السكان إلى الاستعداد لهجوم إيراني "واسع النطاق".

وكان في الإمكان رؤية الصواريخ الإسرائيلية الاعتراضية تنفجر أثناء اعتراضها صواريخ في سماء القدس. وأضاء القصف والعملية الاعتراضية سماء المنطقة.

وأصيب شخصان بجروح طفيفة، وفق خدمة الإسعاف في منطقة تل أبيب.

وأدّى حطام صاروخ إيراني إلى مقتل فلسطيني في مدينة أريحا في الضفة الغربية المحتلة، على ما أفاد محافظ المدينة وكالة فرانس برس.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري "نفّذنا عددا كبيرا من عمليات الاعتراض. ووقعت بعض الأضرار في الوسط ومناطق أخرى في جنوب البلاد".

وقال الجيش إن إيران أطلقت حوالى 180 صاروخا باتجاه الأراضي الإسرائيلية.

وقال الحرس الثوري في بيان نشرته وكالة فارس للأنباء إنّه "ردا على استشهاد اسماعيل هنية وحسن نصرالله وعباس نيلفورشان استهدفنا قلب الأراضي المحتلة (إسرائيل)"، موضحا أن بين الأهداف "ثلاث قواعد عسكرية" في محيط تل أبيب.

وأعلن البيت الأبيض "صدّ" الهجوم الإيراني الذي وصفه بأنه "غير فعال".

وهدّد الحرس الثوري بشنّ "هجمات ساحقة" إذا ردّت إسرائيل.

وقالت رئاسة أركان القوات المسلّحة الإيرانية في بيان أوردته وكالة أنباء "فارس"، "إذا حدث تدخّل مباشر من دول داعمة للكيان في العدوان والهجوم على إيران، فإن مراكزها ومصالحها في المنطقة ستواجه بدورها هجوما قويا" من الجمهورية الإسلامية.

وكان مسؤول أميركي أعلن عصر الثلاثاء أن إيران تستعدّ لشنّ هجوم وشيك بالصواريخ البالستية على إسرائيل.

,في 13 نيسان/أبريل، وردا على ضربة قاتلة نسبت إلى إسرائيل على قنصلية إيران في دمشق، أطلقت إيران باتجاه إسرائيل حوالى 350 مسيرّة متفجرة وصواريخ تمّ اعتراض غالبيتها من جانب إسرائيل بمساعدة دول أخرى بينها الولايات المتحدة.

- "ندعم إسرائيل بالكامل" -

ويأتي هذا الهجوم بعد أسابيع من التصعيد بين إسرائيل من جهة وإيران وحلفائها من جهة أخرى، بلغت ذروته الأسبوع الماضي مع اغتيال إسرائيل في سلسلة غارات ألقت خلالها كميات هائلة من المتفجرات، لحسن نصرالله.

وكانت إيران اتهمت إسرائيل بقتل إسماعيل هنية في 31 تموز/يوليو في طهران، وتعهّدت بالردّ.

وتحذّر دول غربية والأمم المتحدة منذ أشهر من تداعيات الحرب المدمّرة المتواصلة في قطاع غزة منذ سنة بين إسرائيل وحركة حماس، على المنطقة.

واندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس على إسرائيل تسبب بمقتل 1205 أشخاص، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند الى أرقام رسمية إسرائيلية.

,في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر، فتح حزب الله اللبناني "جبهة إسناد" عبر الحدود اللبنانية ضد إسرائيل.

وتعهّدت إسرائيل بعد الهجوم ب"القضاء" على حماس، وتشنّ منذ ذلك الحين هجوما عنيفا جويا وبريا على قطاع غزة ما أدّى الى مقتل 41638 شخصا، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

كما تعهدت بإبعاد خطر حزب الله عن حدودها الشمالية.

وأكّد الرئيس الأميركي جو بايدن بعد الهجوم، إنّ "الولايات المتحدة تدعم إسرائيل بالكامل، بالكامل".

وأكّدت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس المرشحة الى الانتخابات الرئاسية "التزامها الثابت بأمن إسرائيل"، بعد الهجوم الصاروخي الإيراني.

وقالت هاريس "لن نتردد بتاتا في أخذ القرارات اللازمة للدفاع عن القوات والمصالح الأميركية في مواجهة إيران والإرهابيين الذين تدعمهم إيران".

وندّد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "بأشدّ العبارات" بالهجوم الصاروخي الإيراني، داعيا إلى "وقف فوري لإطلاق النار".

وأتى الهجوم الإيراني غداة إعلان إسرائيل بدء عمليات برية في جنوب لبنان ضد حزب الله. ودعت سكان 27 بلدة في جنوب لبنان إلى إخلائها.

لكن قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) المنتشرة عند الحدود مع إسرائيل، أكدت أنها لم ترصد توغلا بريا. ونفى الجيش اللبناني وحزب الله أن تكون القوات الإسرائيلية دخلت لبنان.

ونقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين أن العملية البرية "لا تهدف إلى احتلال جنوب لبنان" الذي انسحبت منه إسرائيل في العام 2000 بعد احتلال دام 22 عاما.

ا ف ب/ا ف ب / جلاء مرعي قصف إسرائيلي على جنوب لبنان كما بدا من شمال إسرائيل في 30 أيلول/سبتمبر 2024.

وقال مسؤول إسرائيلي إن ما يجري "هجمات موضعية محدودة جدا" بهدف "إبعاد التهديدات عن المدنيين في شمال إسرائيل" الذي يتعرّض لإطلاق نار من حزب الله.

وقال يوسي كوهين وهو إطفائي في الستين من العمر يقيم في حيفا "لو اقتضت الضرورة سنصل إلى بيروت. لدينا الصبر والقوة. نحن أقوى جيش في العالم".

وقالت إيناس وهي نازحة من ضاحية بيروت الجنوبية "إذا دخلوا (الجنود الإسرائيليون إلى لبنان)، سيحفرون قبورهم بأيديهم ولن يخرجوا أحياء".

وشن سلاح الجو الإسرائيلي الثلاثاء غارات عنيفة عل الضاحية الجنوبية لبيروت وعلى جنوب لبنان.

وبلغت حصيلة القتلى في القصف الإسرائيلي اليوم في لبنان 55، وفق وزارة الصحة.

وأكّد حزب الله أنه أطلق دفعات من الصواريخ في اتجاه قاعدة قرب تل أبيب في وسط إسرائيل وأخرى في شمالها.

وقتل أكثر من ألف شخص في لبنان، وفق وزارة الصحة، منذ تفجير أجهزة اتصال تابعة لحزب الله في 16 و17 أيلول/سبتمبر في عملية ضخمة نسبت إلى إسرائيل وبدء عمليات القصف الإسرائيلي الكثيف على معاقل حزب الله اعتبارا من 23 من الشهر نفسه.

- هجوم في تل أبيب -

في تل أبيب، قتل الثلاثاء أربعة أشخاص في هجوم بأسلحة اوتوماتيكية نفذه شخصان "تم تحييدهما"، بحسب الشرطة الإسرائيلية.