اخبار

الأمين العام لمجلس أوروبا يحذر من انقسام المجتمعات الأوروبية (مقابلة مع ا ف ب)

اف ب/ارشيف / سيباستيان بوزون الامين العام لمجلس اوروبا آلان بيرسيه في ستراسبورغ في حزيران/يونيو 2024

أعرب الأمين العام الجديد لمجلس أوروبا آلان بيرسيه عن قلقه إزاء مخاطر انقسام المجتمعات في القارة العجوز مع الحرب في الشرق الأوسط وأوكرانيا، والضغوط التي تُمارس على الديموقراطية وحقوق الإنسان.

وتحدث الرئيس السويسري السابق الذي تولى منصبه في ستراسبورغ في 18 أيلول/سبتمبر، خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس، عن مخاوفه من تداعيات الحرب بين إسرائيل وحركة حماس وحزب الله.

وقال بيرسيه في نيويورك حيث ألقى كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "إننا نلمس تداعيات هذه التوترات بشدة على قارتنا" مضيفا أنه "أمر يثير قلقي".

واوضح "نشهد الآن انقسامات في المجتمع وتزايدا في معاداة السامية، وهذا أمر غير مقبول، وثمة ازدياد للكراهية ضد المسلمين، وهو أمر غير مقبول، يجب عدم التسامح مطلقا مع ذلك".

وأضاف الزعيم الاشتراكي السابق "أن القدرة على تحقيق الادماج تقع في صلب المشروع الأوروبي. والوحدة في ظل الاختلافات أمر أساسي للغاية. وكل ما يدفع إلى الكراهية والعنف هو أمر سلبي وعلينا محاربته".

تأسّس مجلس أوروبا في 1949، وتقضي مهمته بالدفاع عن حقوق الانسان في القارة. لكن أصواتا في العديد من البلدان، وخصوصا في فرنسا والمملكة المتحدة، شككت في هذه الهيئة وذراعها القضائية، المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان، وهي الهيئة الاعلى للنظر في طعن قد يتقدم به أي فرد يعتبر أن دولة عضوا انتهكت حقوقه.

وأقر بيرسيه "نلاحظ أن المبادئ الديموقراطية تتعرض للضغط، وأن سيادة القانون تتعرض للضغط".

- 10 آلاف شكوى ضد موسكو -

بالنسبة الى قضية المهاجرين، قال إن "ثمة سياسات وطنية يجب أن تحترم المبادئ الأساسية. ومجلس أوروبا موجود في المقام الأول لضمان احترام المبادئ التي تشكل جوهر عملنا. وهناك بعض المبادئ التي + يجب عدم مخالفتها+ والتي نتعرض لضغوط كبيرة من أجلها".

ومن المقرر أن يعلن مجلس أوروبا الذي يعقد جمعيته البرلمانية هذا الأسبوع، عن الفائز بجائزة فاتسلاف هافيل لحقوق الإنسان الاثنين.

كما يستضيف الثلاثاء مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج الذي سيلقي كلمة هي الأولى له منذ خروجه من السجن في المملكة المتحدة في حزيران/يونيو.

واستبعد مجلس أوروبا الذي يضم 46 دولة عضوا، روسيا في مطلع 2022، بعيد غزو أوكرانيا.

وتعمل الهيئة منذ ذلك الحين على إعداد سجل دولي بالأضرار الناجمة عن الحرب الروسية على أوكرانيا تمهيدا لمطالبات بتعويضات ودعاوى قضائية ضدّ موسكو.

وبدأ العمل على هذه الآلية في نيسان/أبريل في لاهاي.

وكشف بيرسيه "لقد سجلنا حتى الآن أكثر من 10 آلاف شكوى" مشيرا إلى أن "هذا الرقم لا يعني الكثير. ما يهم للغاية هو جودة ما سيتم تسجيله: أن تكون هناك عناصر موثقة تتصف بمستوى عالٍ من الدقة، حتى نتمكن من الشروع في إجراءات يمكن إدراجها في إطار قضائي".

- محكمة خاصة -

وأكد أن "الأمر يسير على ما يرام ضمن سيادة القانون، لدينا آلية تعمل بكامل طاقتها لتسجيل هذه الشكاوى، حتى نتمكن من رفعها أمام القضاء لاحقا".

وعلى الأمد الأبعد، يعمل مجلس أوروبا على إنشاء محكمة خاصة للبت في العدوان الروسي على أوكرانيا، وهو أمر لا يمكن لأي محكمة دولية في الوقت الراهن الفصل فيه.

وأوضح بيرسيه أن "ما يقوم به مجلس أوروبا (...) لإنشاء سجل بالأضرار، ثم آلية التعويض والمحكمة الخاصة، يُعد خطوات ملموسة للغاية ستتتيح وضع نظام حقيقي للمساءلة في قضايا العدوان الروسي على أوكرانيا".

وأكد "وجوب عدم التسامح مع عالم يسوده الإفلات من العقاب والعنف".