اخبار

تبديل على رأس الحلف الأطلسي لكن لا تغيير في الأفق

ا ف ب/ارشيف / كنزو تريبويار رئيس الوزراء الهولندي مارك روته خلال مؤتمر صحافي في بروكسل في 17 نيسان/أبريل 2024

يتولى رئيس الوزراء الهولندي السابق مارك روته الثلاثاء قيادة الحلف الأطلسي، لكن التناوب على رأس أكبر حلف عسكري في العالم لا يعني أنه سيكون بالإمكان إحداث تغيير جذري في عمله.

وقال إيان ليسر من معهد "جيرمان مارشال فاند" للدراسات في بروكسل إنه في الحلف الأطلسي "يتقرر كل شيء، كل شيء على الإطلاق، من أتفه الأمور إلى أكثرها إستراتيجية، بالإجماع".

وتابع "بالطبع، فإن مدى الاحتمالات المتاحة للأمناء العامين لإحداث تغيير في العمق في عمل الحلف الأطلسي يبقى محدودا جدا".

ويعمل الأمين العام "في الكواليس" من أجل بلورة القرارات التي يتعين لاحقا أن توافق عليها الدول الأعضاء الـ32.

وأوضح جامي شي المتحدث السابق باسم الحلف والباحث لدى معهد تشاتام هاوس البريطاني للدراسات لوكالة فرانس برس أن الأمين العام "لديه السلطة في تحديد الأجندة، وهو الذي يترأس مجلس شمال الأطلسي، هيئة القرار السياسية في الحلف".

لكنه لا يمسك وحده بقرار الدخول في حرب، وليس بالتأكيد من يضغط على الزر النووي، فهذا من صلاحيات الدول الأعضاء، وعلى رأسها الولايات المتحدة.

وهذا لا يعني أن قائد الحلف لا يملك نفوذا.

وأشار إيان ليسر بهذا الصدد إلى أن الأمين العام السابق لورد روبرتسون لعب دورا مهما في تفعيل المادة 5 بعد اعتداءات 11 أيلول/سبمتبر على الولايات المتحدة.

وتنص المادة 5 من ميثاق الناتو على أن أي هجوم على دولة عضو "سيعتبر هجوما على كل الأعضاء"، تحت عنوان "الدفاع الجماعي". وتم تفعيلها مرة واحدة في كل تاريخ الحلف، لصالح الولايات المتحدة ولو رمزيا.

كما أن شخصية الأمين العام الجديد سيكون لها دور، وهذا ما يثير ترقبا حيال مارك روته بعد عشر سنوات من قيادة رئيس الوزراء النروجي السابق ينس ستولتنبرغ.

فهل يعمل على ترك بصماته منذ وصوله، أم ينتظر ولاية ثانية محتملة؟

وقال شيا إن الأمناء العامين "يميلون عند وصولهم إلى أن يكونوا مرشحي الاستمرارية، لكن إن بقوا لبعض الوقت، فهم بالطبع يزدادون ثقة".

- قيادة المساعدات -

ودفع ستولتنبرغ الحلف باتجاه تقديم دعم متزايد لأوكرانيا، ولا سيما بعد الغزو الروسي لأراضيها في شباط/فبراير 2022. وطرح تقديم مساعدة سنوية لا تقل عن أربعين مليار دولار لأوكرانيا وحصل على التزام من الدول الحليفة بهذا الصدد. كما حصل على أن يتولى الحلف القيادة الكاملة لعمليات تسليم المساعدات العسكرية الغربية.

يبقى أنه في زمن الحرب، يكون لوحدة الصف والاستمرارية الأفضلية على كل الاعتبارات الأخرى، ما لا يشجع على أي تغيير.

وقال دبلوماسي في الحلف الأطلسي طالبا عدم كشف اسمه أنه "في ظل وضع جيوسياسي بمثل هذه الصعوبة، من المهم للغاية الحفاظ على الاستمرارية وعلى التوجه ذاته في السياسة الخارجية والأمنية".

يبقى ان الجميع في أروقة مقر الحلف في بروكسل ينتظرون من روته أسلوبا جديدا في الإدارة يكون "جامعا أكثر بقليل"، بعد عقد من قيادة "نروجية" مارسها سلفه عموديا، وفق ما لفت دبلوماسي آخر في الحلف.

ومارك روته من المعتادين على أروقة الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي بعدما قضى 14 عاما على رأس الحكومة الهولندية.

وهذا ما يجعل الجميع يراهن عليه بصورة خاصة لتعزيز التنسيق بين الحلف الأطلسي والتكتل الأوروبي، في وقت يلعب الاتحاد دورا متزايدا في المسائل الأمنية.

وهذا الملف معلق بسبب الخلافات بين تركيا، العضو في الحلف من غير أن تكون عضوا في الاتحاد الأوروبي، واليونان حول مسألة قبرص.

وفي حال عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد الانتخابات الأميركية في تشرين الثاني/نوفمبر، تعول الدول الحليفة على مهارات روته كمفاوض من أجل الحفاظ على وحدة الحلف.

ورفض ستولتنبرغ إسداء أي نصيحة لروته في العلن، مكتفيا بالقول إنه سيكون "ممتازا". لكنه لخص بجملة ما يتوقعه الجميع من أمين عام الحلف بالقول "ستكون مهمته الأكبر بالطبع إبقاء جميع الحلفاء الـ32 معا".