اخبار

مقتل الأمين العام لحزب الله في غارة على ضاحية بيروت الجنوبية

ا ف ب/ارشيف / أنور عمرو الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله في صورة مؤرخة 22 أيلول/سبتمبر 2006

قتل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في غارة جوية إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، في ضربة قاسية وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي السبت بأنها "منعطف تاريخي" لبلاده في الحرب ضد "أعدائها".

وأكّد حزب الله السبت مقتل أمينه العام، وقال في بيان "التحق سماحة السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله برفاقه الشهداء العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم نحوا من ثلاثين عاما".

ولم يعلن الحزب أسماء من قتلوا معه في الغارة على حارة حريك المكتظة بالسكان والتي خلفت ستة قتلى على الأقل وفق السلطات، وأدت إلى انهيار سبعة مبان وفق قناة المنار التابعة للحزب.

لكن إسرائيل أكدت مقتل علي كركي الذي وصفته بأنه قائد العمليات في جبهة الجنوب في العملية التي أطلقت عليها اسم "النظام الجديد". وأكد مصدر مقرب من الحزب لفرانس برس مقتل كركي.

تولى حسن نصر الله (64 عاما) الأمانة العامة لحزب الله في 1992 بعد اغتيال إسرائيل سلفه عباس الموسوي، وطوّر الحزب بقيادته قدراته العسكرية بدعم رئيسي من طهران التي تمدّه بالمال والسلاح، كما زاد عدد أعضائه ليبلغ وفقا له نحو 100 ألف مقاتل.

ويبدو أن هاشم صفي الدين، ورئيس المجلس التنفيذي للحزب، هو الخليفة المحتمل لنصرالله.

من طهران إلى غزة مرورا بدمشق وصنعاء وبغداد، ندد حلفاء الحزب باغتيال أمينه العام. وأعلن لبنان وسوريا الحداد لمدة ثلاثة أيام، فيما أعلنت إيران الحداد لخمسة أيام.

في المقابل، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن بلاده "صفت الحساب" باغتيال نصرالله.

وقال نتانياهو "لقد صفينا الحساب مع المسؤول عن مقتل عدد لا يحصى من الإسرائيليين"، معتبرا أن إسرائيل وصلت إلى "ما يبدو أنه منعطف تاريخي" في الحرب ضد "أعدائها" في "محور الشر الإيراني".

ا ف ب / فاضل عيتاني قصف إسرائيلي على ضاحية بيروت الجنوبية معقل حزب الله في 28 أيلول/سبتمبر 2024

كما اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس السبت أن اغتيال حسن نصرالله "يحقق العدالة".

ووصفت المرشحة الديموقراطية للانتخابات الرئاسية نصرالله بأنّه "إرهابي ويداه ملطّختان بدماء أميركية"، فيما قال بايدن إن الاغتيال "يحقق العدالة لضحاياه الكثيرين، من بينهم الآلاف من المدنيين الأميركيين والإسرائيليين واللبنانيين".

- "أحد ألد أعداء دولة إسرائيل" -

بحسب وكالة أنباء "إرنا" الإيرانية، قتل في الغارة أيضا نائب قائد الحرس الثوري الإيراني عباس نيلفوروشان.

من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إنّ "نصرالله كان أحد ألدّ أعداء دولة إسرائيل"، معتبرا أنّ "تصفيته تجعل العالم أكثر أمانا".

كصاعقة، حلّ الخبر على مناصري نصرالله الذين رفض بعضهم تصديق الخبر. وفي شارع الحمرا في بيروت، سارعت نسوة الى شرفة مبنى وهن يصرخن "الله أكبر" وضربن على صدورهن، بينما كان أشخاص يحدّقون بعيون دامعة في هواتفهم دون حركة، غير مصدقين أن النبأ الذي وصلهم حقيقي.

وقالت مهى كريت بتأثر لوكالة فرانس برس "لا أستطيع أن أصف كيف تلقينا الخبر، صرنا نصرخ جميعا".

وأضافت "لا يوجد دولة في العالم وقفت في وجه إسرائيل، إلا السيد حسن نصر الله"، معبرة عن غضب شديد إزاء "كل الدول الأوروبية والعربية والتي تسمّي نفسها إسلامية للأسف".

وتوعّد رئيس الأركان الإسرائيلي هيرتسي هاليفي بـ"الوصول" إلى كل من يهدّد إسرائيل، قائلا "لم نستنفد كل الوسائل التي في متناولنا. الرسالة بسيطة: كل من يهدّد مواطني إسرائيل، سنعرف كيف نصل إليه".

وقال المتحدث باسم الجيش ناداف شوشاني "ما زال الطريق طويلا. ما زال لدى حزب الله صواريخ وقذائف والقدرة على إطلاق العديد منها في وقت واحد"، معربا عن اعتقاده بأن الحزب المدعوم من إيران يملك "عشرات آلاف الصواريخ".

- "مدى الاختراق" -

اعتبر الباحث في معهد الشرق الأوسط في جامعة سنغافورة جيمس دورسي أن الهجوم الذي استهدف نصرالله "كان معقّدا للغاية. ذلك لا يظهر فقط القدرات التكنولوجية الهائلة، بل أيضا مدى اختراق إسرائيل لحزب الله".

ا ف ب / مرتجي لطيف جانب من تظاهرة قرب الجسر المعلق المؤدي إلى المنطقة الخضراء ببغداد في 28 أيلول/سبتمبر 2024 تنديدا باغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في غارة إسرايلية على ضاحية بيروت الجنوبية في اليوم السابق

وفي إطار ردود الفعل الإقليمية والدولية على اغتيال نصرالله، دانت حركة حماس "العدوان الصهيونيّ الهمجيّ واستهداف مبانيَ سكنية"، فيما توعد عبد الملك الحوثي زعيم حركة "أنصار الله" اليمينية بأن دماء نصرالله "لن تضيع هدرا".

بدوره، دان الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان "العدوان الإسرائيلي الغاشم"، بينما وصفت وزارة الخارجية السورية اغتيال نصرالله بـ"عدوان دنيء".

في أنقره، اتّهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في لبنان. ودعت موسكو إسرائيل إلى "وقف فوري لعملياتها العسكرية" في لبنان، وفق ما جاء في بيان لوزارة الخارجية.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "قلقه" إزاء "التصعيد الدراماتيكي" الذي شهده لبنان.

وبعد ظهر السبت، انطلقت صفارات الإنذار في وسط إسرائيل بعد هجوم صاروخي من اليمن بحسب الجيش الذي أكد اعتراضه، وأعلن الحوثيون في وقت لاحق مسؤوليتهم عن هجوم بصاروخ بالستي باتجاه مطار بن غوريون.

- 33 قتيلا السبت -

ورغم الضربات الإسرائيلية المستمرة على مناطق متفرقة في لبنان، أعلن حزب الله السبت إطلاق صواريخ على شمال إسرائيل، تم اعتراض معظمها.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام عن غارات جديدة منذ الصباح على جنوب لبنان وشرقه، طالت إحداها منطقة جبلية شمال بيروت، بعيدة عن معاقل حزب الله.

ا ف ب / محمود الزيات مسيرة حزنا على الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في صيدا في جنوب لبنان في 28 أيلول/سبتمبر 2024

وقال الجيش الإسرائيلي إنّه نفذ ضربات على "140 هدفا لحزب الله" منذ مساء الجمعة.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 33 شخصا وإصابة 195 جراء الغارات الإسرائيلية السبت.

ومنذ الاثنين، خلّفت الضربات الإسرائيلية الكثيفة الواسعة النطاق على لبنان أكثر من 700 قتيل، بينهم عدد كبير من المدنيين.

وأعلن الجيش الإسرائيلي مساء السبت توجيه ضربة "دقيقة" جديدة على ضاحية بيروت جنوبية، وقال مصدر مقرب من حزب الله إنها استهدفت عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ نبيل قاووق الذي لم تتوفر معلومات عن مصيره.

كما استهدفت غارة مستودعا في محيط مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، المتاخم للضاحية الجنوبية، حسبما أفاد مصدر أمني وكالة فرانس برس.

وأمام "تدهور الوضع الأمني"، أوصت المفوضية الأوروبية والوكالة الأوروبية لسلامة الطيران شركات الطيران بتجنّب المجال الجوي للبنان وإسرائيل حتى 31 تشرين الأول/أكتوبر.

غداة هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/اكتوبر الذي خلف 1205 قتلى أغلبهم مدنيون وأدى الى اندلاع حرب مدمّرة في قطاع غزة، فتح حزب الله من لبنان ما سماه "جبهة إسناد" لغزة.

إلا أن إسرائيل بدأت حملة قصف عنيفة وفتاكة منذ الاثنين بعد قرار بتركيز عملياتها في الجبهة الشمالية.

وكان الحزب أكّد أنه لن يوقف هجماته "حتى انتهاء العدوان على غزة" الذي تسبب بمقتل 41586 شخصا معظمهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.