اخبار

غوتيريش يحذر من أن لبنان "على حافة الهاوية" مع استمرار الضربات الجوية الإسرائيلية

اف ب / محمود الزيات دخان يتصاعد بعد ضربة اسرائيلية على قرية زيتا في جنوب لبنان في 23 ايلول/سبتمبر 2024

شنّت إسرائيل الثلاثاء ضربات جوية جديدة على أهداف لحزب الله في لبنان بعد قصف واسع النطاق خلف أكثر من 550 قتيلا الاثنين، وزاد المخاوف من تدهور شامل في المنطقة بعد حوالى عام من اندلاع الحرب في غزة.

وحذر الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش أمام الجمعية العامة في نيويورك من أن "لبنان على حافة الهاوية" مع استمرار التصعيد العسكري بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله المدعوم من ايران والمتحالف مع حركة حماس الفلسطينية.

وقال غوتيريش إن الوضع في قطاع غزة "كابوس دائم يهدد بجر المنطقة برمتها الى الفوضى، بدءا بلبنان"، مطالبا بوقف "فوري" لاطلاق النار في القطاع.

والثلاثاء، استهدفت ضربة اسرائيلية جديدة ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله، وادت الى تدمير طابقين في مبنى يقع في منطقة مكتظة، بحسب مصور لوكالة فرانس برس. وأفادت السلطات اللبنانية في حصيلة أولية عن مقتل ستة اشخاص في الغارة الجوية.

وأكد الجيش الاسرائيلي انه نفذ "ضربة محددة الهدف" في الضاحية الجنوبية لبيروت، لافتا الى ان عملياته طاولت ايضا "عشرات الاهداف لحزب الله" في جنوب لبنان.

وأعلن حزب الله إطلاق مزيد من صواريخ فادي-2 في اتجاه اسرائيل مستهدفا مواقع عسكرية قريبة من مدينة حيفا في الشمال، بينها "مصنع متفجرات" على بعد حوالى ستين كلم من الحدود اللبنانية، اضافة الى مدينة كريات شمونة.

وظلت المدارس والجامعات والمتاجر مغلقة الثلاثاء في حيفا، وفق مراسلة لفرانس برس.

وأسفرت ضربات الاثنين عن 558 قتيلا بينهم 50 طفلا و94 امرأة، اضافة الى 1835 جريحا بحسب وزارة الصحة اللبنانية.

وافادت الامم المتحدة ان عشرات آلاف الاشخاص فروا من المناطق التي تتعرض للقصف في اتجاه صيدا، كبرى مدن جنوب لبنان، او بيروت. وسلك آخرون طريق سوريا.

والثلاثاء، ضاقت الطريق المؤدية الى العاصمة اللبنانية بطوابير طويلة من السيارات. وفي صيدا، شوهدت طوابير للمواطنين أمام محطات الوقود والأفران.

ومدّدت السلطات اللبنانية الثلاثاء إقفال المدارس والجامعات والحضانات حتى نهاية الأسبوع الحالي.

- "يوم من الرعب" -

وقالت اللبنانية ثريا حرب (41 عاما) التي نزحت الى منطقة مجاورة لبيروت بعدما غادرت قريتها تول في الجنوب لفرانس برس "كان يوما من الرعب".

وأضافت هذه المرأة المحجبة "لم أكن اريد المغادرة، لكن الاولاد كانوا خائفين فغادرنا بالثياب التي علينا".

وروى مسؤول عن مركز صحي في السكسكية قرب صيدا مشاهد مرعبة.

وتحدث الطبيب موسى يوسف عن "عدد كبير من القتلى: أطفال ونساء وأشخاص خسروا اطرافهم او تحطمت رؤوسهم"، مؤكدا ان "تسعين في المئة من الجرحى الذين نقلوا الى المركز كانوا اطفالا".

وأكد وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت أنه في يوم واحد، تمكن الجيش الاسرائيلي من "تدمير عشرات آلاف الصواريخ والذخائر"، معتبرا أن حزب الله يعيش "الأسبوع الاكثر صعوبة منذ انشائه" العام 1982.

من جهته، تعهد حزب الله الاستمرار في مهاجمة اسرائيل "حتى نهاية العدوان في غزة"، حيث اندلعت الحرب في السابع من تشرين الاول/اكتوبر اثر هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس في جنوب اسرائيل. ومذاك، يستمر تبادل القصف على الحدود بين لبنان واسرائيل.

وتصاعدت وتيرة المواجهات بين الدولة العبرية وحزب الله بعد تفجير أجهزة اتصال يستخدمها عناصر الحزب يومي 17 و18 ايلول/سبتمبر، ما أسفر عن مقتل 39 شخصا بحسب السلطات اللبنانية. ونسب الحزب هذه التفجيرات الى اسرائيل.

وفي 20 ايلول/سبتمبر، تعرض الحزب لضربة جديدة تمثلت في غارة على ضاحية بيروت الجنوبية أسفرت عن مقتل 16 من قادة وعناصر "قوة الرضوان"، وحدة النخبة لديه، أبرزهم قائدها ابراهيم عقيل.

- احتواء التصعيد -

وفيما أعربت الامم المتحدة عن خشيتها من "كارثة وشيكة" في المنطقة، كرر الرئيس الاميركي جو بايدن الاثنين أنه "يعمل على احتواء التصعيد".

وقال مسؤول أميركي كبير إن بلاده تعارض غزوا بريا للبنان وستعرض "افكارا ملموسة" على شركائها هذا الاسبوع في الامم المتحدة من اجل التهدئة.

واتهم الرئيس الايراني مسعود بزشكيان اسرائيل الاثنين بالسعي الى "توسيع" النزاع.

وقال بزشكيان في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" تُرجمت من الفارسية إلى الإنكليزية "لا يمكن حزب الله أن يواجه بمفرده دولة تدافع عنها وتدعمها وتزودها الإمدادات دول غربية ودول أوروبية والولايات المتحدة".

وطلبت فرنسا عقد جلسة طارئة لمجلس الامن الدولي حول لبنان، فيما طلب العراق عقد "اجتماع طارىء" لرؤساء الوفود العربية على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة.

من جهته، اعتبر المحلل السياسي الاسرائيلي مايكل هوروفيتز أنه رغم القلق السائد، يدرك الجانبان أخطار اندلاع حرب واسعة النطاق.

وقال لفرانس برس "إنه وضع بالغ الخطورة، ولكن في رأيي، لا يزال ثمة مكان للدبلوماسية لتفادي الاسوأ".

اف ب / ابراهيم عمرو طوابير من سيارات النازحين من جنوب لبنان في منطقة الدامور جنوب بيروت في 24 ايلول/سبتمبر 2024

واندلعت الحرب في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، مع شنّ حماس هجوما تسبّب بمقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية. ويشمل هذا العدد رهائن قضوا خلال احتجازهم في قطاع غزة.

وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 97 منهم محتجزين، بينهم 33 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

وردّت إسرائيل بحملة قصف مدمرة وهجوم بري على غزة، ما أسفر عن سقوط 41467 قتيلا على الأقل، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أنّ غالبية القتلى من النساء والأطفال.