اخبار

رهائن أفرج عنهم ينشطون لإعادة أحباء محتجزين في قطاع غزة الى إسرائيل

ا ف ب/ارشيف / جاك غيز متظاهرون في تل أبيب في 21 أيلول/سبتمبر يطالبون بالغفراج عن الرهائن في قطاع غزة

مرّت قرابة عشرة أشهر على إطلاق سراح أفيفا سيغل التي كانت محتجزة مع آخرين في قطاع غزة، لكن قلبها لا يزال هناك حيث زوجها كيث رهينة لدى حركة حماس.

وأفيفا سيغل واحدة من مجموعة من الرهائن الذين أطلق سراحهم خلال هدنة قصيرة في الحرب بين إسرائيل وحماس في تشرين الثاني/نوفمبر، لكنهم لا يزالون قلقين على أحباء تركوهم وراءهم ويخشون تبعات توقّف المفاوضات الهادفة للإفراج عنهم في إطار اتفاق هدنة يتعثّر.

وتقول سيغل لوكالة فرانس برس "ما زلت أشعر أنني في غزة. أنا مع كيث روحيا في كل الأوقات. لا أستطيع أن أتخيّل أنه والرهائن الآخرين على عمق 40 مترا تحت الأرض، بلا هواء، بلا طعام، بلا أي شيء".

وخُطف أفيفا وكيث سيغل من كيبوتس كفار عزة بالقرب من الحدود مع قطاع غزة خلال الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/اكتوبر، وكانا بين 251 رهينة اقتيدوا الى قطاع غزة.

بعد أقل من شهرين على بدء الحرب، تمّ إطلاق سراح 105 رهائن مقابل 240 معتقلا فلسطينيا في السجون الإسرائيلية خلال أسبوع من الهدنة.

كانت سيغل واحدة من أوائل الذين رووا قصتهم علنا بعد عودتها إلى إسرائيل. وتقول لوكالة فرانس برس بصوت مرتجف عن فترة الاحتجاز، "أردت أن أموت مرّات عديدة. عندما خرجت، كنت قد فقدت عشرة كيلوغرامات من وزني. بالكاد كنت أستطيع المشي أو الأكل أو الشرب. لا أريد أن أتخيّل الوضع الذي يعيشه كيث".

من بين الرهائن الذين خطفوا في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، لا يزال 97 محتجزين في غزة، بينهم 33 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم توفوا.

- "لا يغتفر" -

بعد وقت قصير من عودتها الى إسرائيل، بدأت سيغل المشاركة في الاحتجاجات الأسبوعية في تل أبيب والتي تدعو إلى اتفاق هدنة يسمح بعودة الرهائن المتبقين. ويسعى منظمّو الاحتجاجات الى تكثيف الضغوط على الحكومة لإبرام اتفاق مع حماس من أجل وقف لإطلاق النار.

وقالت سيغل إن إعلان الجيش الإسرائيلي انتشال جثث ستة رهائن من نفق في غزة في أواخر آب/أغسطس يجعل "إبرام الاتفاق ضروريا".

وأضافت خلال مشاركتها في أحد التحركات الاحتجاجية أخيرا، "كيث والآخرون لا يزالون هناك. يتعيّن علينا إخراجهم. إنه أمر قاس للغاية.. إنه أمر لا يطاق ولا يغتفر".

كذلك، أُفرج عن راز بن عامي خلال هدنة تشرين الثاني/نوفمبر، وهي تأمل اليوم في إطلاق سراح زوجها أوهاد بن عامي (55 عاما).

نزلت راز بن عامي أيضا إلى الشارع للمطالبة باتفاق، وتحدثت في تظاهرة أخيرا بينما كانت ترتدي قميصا يحمل صورة زوجها، قائلة "سئمت من حكومتي التي لا تبذل ما يكفي من الجهد لإعادة الرهائن.. سئمت من هذا الكابوس الذي يعيدني إلى غزة كل يوم. سئمت من دفن الرهائن، وإعادتهم في توابيت".

- "الحقيقة" -

ومن بين المشاركين المنتظمين في احتجاجات تل أبيب بات شيفع ياهلومي التي كانت تسير حاملة صورة زوجها أوهاد ياهلومي الذي خُطف مع آخرين من كيبوتس نيرعوز.

وقالت باهلومي إنها لا تتوقف عن التفكير بآخر مرة رأت زوجها، قبل أن يأخذها مسلحون مع أطفالها الثلاثة بعيدا عنه. وكان على الأرض مصابا بجروح في تبادل إطلاق النار بعد محاولته حماية الأسرة.

وقالت"أعتقد أن آخر شيء رآه كان خطفنا، وربما لا يعرف ما حدث لنا".

وقد تمكّنت بات شيفع باهلومي وابنتاها من الفرار بعد سقوطهن عن الدراجة النارية التي كان يقودها الخاطف الذي تابع طريقه مع إيتان (12 عاما لدى خطفه).

وأطلق سراح إيتان في تشرين الثاني/نوفمبر، أي بعد 52 يوما أمضاها في غزة. ولكن استمرار احتجاز أوهاد يعني بالنسبة لبات شيفع، الفرنسية الإسرائيلية، "أننا ما زلنا في السابع من تشرين الأول/أكتوبر".

وتقول من منزلها الجديد في كيبوتس في وسط إسرائيل "ما يحطمني هو اليأس، وفكرة أن الرهائن فقدوا الأمل ولا يعتقدون أنه سيتم إنقاذهم".

على ثلاجتها، علّقت صورة لزوجها كتب عليها "أعيدوهم إلى ديارهم".

عندما يسأل الأطفال عن مكان وجود والدهم، تخبرهم بات شيفع ب"الحقيقة"، ولكنها تعمل أيضا على إبقاء معنوياتهم ومعنوياتها عالية. فتقول "لا أعرف، لكنني أفضل أن أصدّق أنه على قيد الحياة".