اخبار

السويد تتهم إيران بهجوم إلكتروني في 2023 يحضّ على "الانتقام" من إحراق المصحف

وكالة TT الاخبارية/ا ف ب/ارشيف / كايزا راسموسن عنصران من الشرطة السويدية خارج السفارة العراقية في ستوكهولم في 20 تموز/يوليو 2023 بعد توتر دبلوماسي على خلفية حرق القرآن

اتهمت السلطات السويدية الثلاثاء أجهزة الاستخبارات الإيرانية بالوقوف خلف هجوم إلكتروني في العام 2023 شمل بعث رسائل عبر الهواتف النقالة تحضّ على الانتقام ممن يقومون بإحراق المصحف.

وأفادت سلطة الادعاء السويدية في بيان بأن نحو 15 ألف رسالة نصية قصيرة (أس أم أس) "تدعو إلى الانتقام ممن قاموا بإحراق القرآن" تمّ إرسالها في صيف العام 2023، بعد سلسلة تظاهرات ترتبط بتدنيس المصحف.

وأضافت أن الهدف منها كان "إثارة انقسامات داخل المجتمع السويدي".

وسارعت إيران إلى رفض الاتهامات.

وأوردت وكالة تسنيم الإيرانية أن "سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في ستوكهولم تعتبر أن هذا الاتهام لا أساس له وترفضه".

وفي بيان منفصل، أشار جهاز الاستخبارات السويدي (سابو) الى أن مجموعة قرصنة إلكترونية تصرفت "لصالح الحرس الثوري الإيراني، للقيام بحملة تأثير".

وقال رئيس العمليات لدى "سابو" فريدريك هولستروم في بيان بأن "الهدف كان، من ضمن أمور أخرى، رسم صورة عن السويد كبلد يعاني رهاب الاسلام (إسلاموفوبيا)".

وقال وزير العدل غونار سترومر في بيان مكتوب تلقّته وكالة فرانس برس إن "كون جهة حكومية، في هذه الحال إيران، تقف وراء عمل يرمي إلى زعزعة استقرار السويد أو تأجيج الاستقطاب في بلدنا هو بالطبع أمر بغاية الخطورة".

وأشار سترومر إلى أن جهاز الاستخبارات السويدي يعتبر "إيران واحدة من الدول التي تشكل أكبر تهديد للسويد، بما في ذلك عن طريق نشر معلومات مضلّلة".

واتّهمت سفارة إيران في ستوكهولم السويد بإلحاق الضرر بالعلاقات الثنائية من خلال نشرها الاتهامات.

وأوردت تسنيم أن "السفارة تعتبر أن هذه الادعاءات ونشرها في وسائل الإعلام تسمّم... العلاقات بين البلدين".

وأفادت وسائل إعلام سويدية في الأول من آب/أغسطس 2023 بأن عددا من الأشخاص تلقوا رسائل نصية قصيرة عبر هواتفهم النقالة، تدعو الى الانتقام من الأشخاص الذين قاموا بحرق المصحف.

وبحسب المدعين، أظهرت التحقيقات أن مجموعة تعرف باسم "فريق آنزو" كانت خلف العملية، مشيرين الى أنه تمّ إغلاق التحقيق لأنه من المستبعد أن يتمّ تقديم المشتبه بهم إلى العدالة.

وقال المدعي ماتس ليونغفيست "نظرا إلى أن المنفّذين قاموا بالعمل لصالح قوة خارجية، في هذه الحال إيران، تقييمنا هو أن الشروط الضرورية غير متوافرة لتوجيه التهم للمشتبه بهم في الخارج أو تسليمهم الى السويد".

- تبادل سجناء -

في آب/اغسطس العام الماضي، رفعت الاستخبارات السويدية مستوى التهديد الذي يواجه البلاد الى أربع درجات على مقياس من خمسٍ، بعد سلسلة تحركات احتجاجية تخللها حرق المصحف، معتبرة أنها جعلت البلاد "هدفا ذا أولوية".

وتسببت هذه التحركات بأزمات دبلوماسية بين السويد وعدد من دول الشرق الأوسط والدول المسلمة. واقتحم متظاهرون عراقيون سفارة ستوكهولم في بغداد مرتين في تموز/يوليو من العام المذكور، وأضرموا النار خلال إحداهما.

ونددت السلطات السويدية بعمليات تدنيس المصحف لكنها أكدت أن دستور المملكة يكفل حرية التعبير والتجمع.

ويطغى التوتر على العلاقات بين السويد وإيران خصوصا منذ سنوات إذ يعد توقيف السويد لحامد نوري وإدانته من بين القضايا الخلافية الرئيسية.

أوقف نوري الذي كان مسؤولا في مصلحة السجون الإيرانية، في مطار ستوكهولم في تشرين الثاني/نوفمبر 2019 وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة في تموز/يوليو 2022 على خلفية دوره في عمليات القتل الواسعة في السجون الإيرانية عام 1988.

وفي حزيران/يونيو، أعلن البلدان عن تبادل للسجناء أُفرج في إطاره عن نوري في السويد مقابل الدبلوماسي في الاتحاد الأوروبي يوهان فلودروس وسعيد عزيزي، وهو مواطن سويدي أوقف في إيران في تشرين الثاني/نوفمبر 2023.

وأما فلودروس، فأوقف في إيران منذ نيسان/أبريل 2022 حيث اتُّهم بالتجسس، وهي تهمة تحمل عقوبة الإعدام.

وفي أيار/مايو، ذكر جهاز "سابو" أيضا بأن إيران تجنّد أفراد عصابات إجرامية سويدية، بعضهم أطفال، كوكلاء لارتكاب "أعمال عنف" ضد مصالح إسرائيلية وغيرها في السويد.