اخبار

بايدن يحذّر في الأمم المتحدة من "حرب شاملة" بعد القصف الإسرائيلي على لبنان

ا ف ب/ارشيف / انجيلا فايس صورة مؤرخة في 12 كانون الاول/ديسمبر 2023 من مقر الأمم المتحدة

طالب الرئيس الأميركي جو بايدن قادة العالم الثلاثاء بمنع اندلاع "حرب شاملة" في ظل تصاعد المواجهات بين إسرائيل وحزب الله في لبنان والتي دفعت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للتحذير من أن الوضع بات "على حافة الهاوية".

يأتي انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت تفيد السلطات اللبنانية بأن القصف الإسرائيلي أدى إلى مقتل 558 شخصا بينهم 50 طفلا.

وقال بايدن في آخر خطاب يدلي به كرئيس أمام الهيئة الدولية إن اندلاع "حرب شاملة لا يصب في مصلحة أي طرف. رغم تدهور الوضع، إلا أن التوصل إلى حل دبلوماسي ما زال ممكنا".

وأضاف "في الواقع، ما زال هذا الطريق الوحيد باتّجاه أمن دائم للسماح لسكان البلدين بالعودة إلى منازلهم عند الحدود بسلام".

كما دعا مجددا إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، مؤكدا أمام الهيئة الدولية بأن الوقت حان "لوضع حد لهذه الحرب".

دعت فرنسا العضو في مجلس الأمن الدولي بدورها إلى عقد اجتماع طارئ لبحث الأزمة بينما حذّر مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من "أننا دخلنا تقريبا في حرب شاملة".

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "يجب أن نشعر جميعا بالقلق إزاء هذا التصعيد. لبنان على حافة الهاوية".

من جانبه، دان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان عجز الأمم المتحدة "غير المبرر ولا المفهوم" أمام إسرائيل، فيما اتّهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إسرائيل بجر المنطقة بأكملها "إلى الحرب".

قال إردوغان "ليس الأطفال وحدهم، إنما نظام الأمم المتحدة يموت في غزة أيضا".

عارضت الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لإسرائيل، أي عملية عسكرية في لبنان. وقال مسؤول رفيع قبيل خطاب بايدن إن الولايات المتحدة ستطرح أفكارا "ملموسة" على الأمم المتحدة لخفض التصعيد.

لكن سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون شدد على أن الدولة العبرية لا ترغب في اجتياح لبنان.

وقال دانون "خضنا تجربة في لبنان في الماضي. لسنا راغبين في بدء أي اجتياح بري في أي مكان".

ولم يتضح بعد التقدم الذي يمكن تحقيقه لنزع فتيل الأزمة في لبنان في وقت لم تحقق الجهود الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة التي تتعرّض إلى قصف إسرائيلي متواصل منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023 أي تقدّم يذكر.

وحذّر غوتيريش من "إمكانية تحوّل لبنان إلى غزة أخرى"، واصفا الوضع في القطاع بأنه "كابوس دائم".

- "مسرحية النفاق" -

وندد دانون بجلسة الجمعية العامة التي سماها "مسرحية النفاق السنوية".

وقال "عندما يتحدّث الأمين العام للأمم المتحدة عن الإفراج عن رهائننا، تصمت الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكن عندما يتحدّث عن المعاناة في غزة، يقابل بتصفيق حار".

تفجّرت مجموعة جديدة من الأزمات في العالم منذ اجتماع العام الماضي الذي هيمنت عليه الحرب الأهلية في السودان والغزو الروسي لأوكرانيا.

وكشف هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر الذي نفّذته حركة حماس على إسرائيل والعنف الذي أعقبه في المنطقة عن الانقسامات العميقة ضمن الهيئة الدولية.

وأفاد ريتشارد غوان من "مجموعة الأزمات الدولية" أنه يتوقّع أن يحّذر العديد من القادة من أن "الأمم المتحدة ستفقد أهميتها عالميا إن لم تكن قادرة على المساعدة في تحقيق السلام".

وفي وقت يتوقع بأن يخاطب كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، يتوقع أن تشهد الاجتماعات سجالات حادّة.

وتولى عباس مقعده إلى جانب الوفد الفلسطيني الذي تم تخصيص مكانه وفق الترتيب الأبجدي لأول مرة منذ حصل الوفد على ميّزات جديدة في أيار/مايو.

وعلى المنبر، استبعد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الثلاثاء إمكانية تحوّل بلاده إلى "وطن بديل" للفلسطينيين، محذّرا من أن تهجيرهم قسريا من قبل إسرائيل سيشكّل "جريمة حرب".

وندد أمام الجمعية العامة بمن وصفهم بـ"المتطرفين الذين يروجون باستمرار لفكرة الأردن كوطن بديل"، مؤكدا أن "هذا لن يحدث أبدا".

وأما أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني فأكد بأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة "إبادة".

-أوكرانيا -

سيتم أيضا إدراج أوكرانيا على الأجندة الثلاثاء عندما يلقي الرئيس فولوديمير زيلينسكي خطابا أمام اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن الغزو الروسي.

وأفاد بايدن أن "حرب (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين فشلت في تحقيق هدفها الأساسي. لقد سعى الى تدمير أوكرانيا لكن أوكرانيا ما زالت حرّة".

ورغم الخطابات الرنانة، لم يتضح ما يمكن لهذا التجمّع الدبلوماسي الكبير تحقيقه من أجل الملايين حول العالم الغارقين في النزاعات والفقر وأزمة المناخ.

وقال غوان إن "أي دبلوماسية حقيقية لخفض التوتر ستحدث خلف الكواليس".