اخبار

دعوات للتهدئة في ظل التصعيد بين إسرائيل وحزب الله

ا ف ب / جاك غويز عنصر من قوات الأمن الإسرائيلية في كريات بياليك في منطقة حيفا في إسرائيل بعد قصف نفذه حزب الله اللبناني في 22 أيلول/سبتمبر 2024

هدّدت إسرائيل وحزب الله الأحد بتصعيد هجماتهما عبر الحدود رغم الدعوات الدولية المتكررة لكلا الجانبين للتهدئة وتجنّب حرب شاملة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بعد سقوط عشرات الصواريخ التي أطلقت من لبنان، "وجّهنا في الأيام الأخيرة سلسلة ضربات لحزب الله لم يكن يتوقّعها أبدا".

من جهته، أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الأحد أن التنظيم دخل في "مرحلة جديدة" من القتال مع إسرائيل.

وتحدث كلا الرجلين بعد أن أدّت هجمات على شمال إسرائيل إلى احتماء مئات الآلاف من الإسرائيليين في الملاجئ وتسببت في أضرار في منطقة حيفا.

وشدّد نتانياهو بعد مرور قرابة عام على الحرب في غزة والتي أدت أيضا إلى هجمات شنتها فصائل مدعومة من إيران في مختلف أنحاء المنطقة، أنه "لا يمكن لأيّ دولة أن تتساهل مع الهجمات على مواطنيها وعلى مدنها. نحن، دولة إسرائيل، لن نتساهل مع ذلك أيضا".

بدوره، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن العمليات العسكرية "ستستمر حتى نصل إلى نقطة يمكننا فيها ضمان العودة الآمنة لمجتمعات شمال إسرائيل إلى ديارها".

وتابع "هذا هو هدفنا، وهذه هي مهمتنا، وسنستخدم الوسائل اللازمة لتحقيقها".

كما توعد قائد الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي بضرب "أيّ طرف يهدد مواطني دولة إسرائيل".

لكنّ الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، قالت إن التصعيد العسكري "ليس في مصلحة" إسرائيل، كما أكد الرئيس جو بايدن أنّ واشنطن تبذل قصارى جهدها لتجنب توسع رقعة النزاع.

وقبيل انعقاد الجمعية العامة السنوية، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من خطر تحوّل لبنان إلى "غزة أخرى"، وقال إنه "من الواضح أنّ الطرفين لا يبديان اهتماما بوقف لإطلاق النار" في غزة.

وصلت صواريخ حزب الله إلى كريات بياليك قرب حيفا، أكبر مدينة في شمال إسرائيل، ما أدى إلى اشتعال النيران في مبنى، وإصابة آخر بشظايا، واحتراق مركبات.

- "كارثة وشيكة" -

وبعد حوالى عام على اندلاع الحرب في قطاع غزة، أعلنت إسرائيل في الأيام الماضية انتقال الثقل العسكري إلى حدودها الشمالية مع لبنان، واضعة لنفسها هدفا جديدا يتمثّل بإعادة السكان الى هذه المناطق الحدودية.

وأدّت غارة جوية إسرائيلية على حيّ مكتظ بالسكان في معقل حزب الله بضاحية بيروت الجنوبية، الجمعة إلى مقتل قائد قوة الرضوان النخبوية التابعة للحزب إبراهيم عقيل.

ا ف ب / ربيع ضاهر دخان يتصاعد من موقع غارة إسرائيلية استهدفت قرية الخيام في جنوب لبنان في 22 أيلول/سبتمبر 2024

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن الغارة أسفرت عن مقتل 45 شخصا.

وجاءت الغارة بعد سلسلة من الانفجارات المتزامنة لأجهزة اتصالات يحملها عناصر في حزب الله الثلاثاء والأربعاء في مختلف أنحاء لبنان وأسفرت عن مقتل 39 شخصا وإصابة ما يقرب من 3000 آخرين، وحملت مسؤوليتها إلى إسرائيل.

وخلال تشييع عقيل في بيروت الأحد، أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الأحد أنّ التنظيم دخل في "مرحلة جديدة" من القتال مع اسرائيل، عنوانها معركة "الحساب المفتوح".

وقال قاسم "لن توقفنا التهديدات... ومستعدون لمواجهة كل الاحتمالات العسكرية".

تقود قوة الرضوان عمليات حزب الله منذ بدء التصعيد، وقد دعت إسرائيل مرارا إلى إبعاد عناصرها عن الحدود.

من جهتها، قالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت إنه "مع اقتراب المنطقة من كارثة وشيكة، نشدد مجددا على أنّ لا حلّ عسكريا من شأنه أن يوفّر الأمان لأيّ طرف".

وقال الجيش الإسرائيلي إن أكثر من 150 صاروخا وقذيفة وطائرة مسيّرة أطلقت خلال الليل وفجر الأحد، جلّها من لبنان.

وأعلن أنه هاجم أهدافا لحزب الله في جنوب لبنان ردّا على ذلك "ولمنع هجوم أوسع نطاقا".

- إغلاق مدارس -

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل ثلاثة أشخاص في ثلاث بلدات مختلفة جراء الضربات الإسرائيلية الأحد.

وأمرت قيادة الجبهة الداخلية في إسرائيل بإغلاق كل المدارس في شمال البلاد، وبعضها يبعد 80 كيلومترا من الحدود، حتى مساء الإثنين.

وقال باتريس وولف، وهو من سكان حيفا، لوكالة فرانس برس "يذكرني هذا بالسابع من تشرين الأول/أكتوبر عندما بقي الجميع في منازلهم".

ا ف ب / جاك غويز امرأة تلتقط صورة لعلم إسرائيلي على جدار مبنى متضرر في كريات بياليك في منطقة حيفا في إسرائيل، في أعقاب غارة شنها حزب الله اللبناني في 22 أيلول/سبتمبر 2024

وأعلن حزب الله أنه استهدف منشآت إنتاج عسكرية إسرائيلية وقاعدة جوية في منطقة حيفا، قائلا إن ذلك "رد أولي" على تفجير أجهزة الاتصال التابعة لعناصره.

وأوضح أنه استهدف قاعدة رامات دافيد الجوية في عمق إسرائيل بصواريخ فادي 1 وفادي 2، في أول استخدام واضح لهذا النوع من الصواريخ منذ بدء حرب غزة.

وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله توعد إسرائيل الخميس بـ"حساب عسير" على انفجارات أجهزة الاتصال، مؤكدا أن الحزب لن يوقف قصف شمال الدولة العبرية "قبل وقف العدوان على غزة".

- محادثات هدنة متعثرة -

وأدّى تبادل القصف اليومي بين إسرائيل وحزب الله على مدى أشهر إلى مقتل مئات الأشخاص في لبنان، معظمهم من عناصر حزب الله، وعشرات في إسرائيل والجولان السوري المحتل، وأجبر عشرات الآلاف على جانبي الحدود على النزوح من منازلهم.

وأعلن نتانياهو الثلاثاء توسيع أهداف الحرب الإسرائيلية لتشمل عودة سكان الشمال إلى ديارهم.

وتحاول قطر ومصر والولايات المتحدة، الوسطاء بين إسرائيل وحركة حماس، منذ أشهر تأمين اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة، وهو ما قال دبلوماسيون مرارا إنه سيساعد في تهدئة التوترات الإقليمية.

وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في مقابلة مع وكالة فرانس برس الأحد إن التصعيد بين إسرائيل وحزب الله "يؤثر سلبا" على جهود وقف إطلاق النار في غزة.

وأكد عبد العاطي أنّ "المشكلة تكمن في (عدم) توافر الإرادة السياسية لدى الجانب الإسرائيلي".

وتتّهم المعارضة الإسرائيلية نتانياهو بإطالة أمد الحرب.

ميدانيا في غزة، أعلن الدفاع المدني في القطاع الأحد مقتل سبعة أشخاص على الأقل في غارة على مدرسة تؤوي نازحين في مدينة غزة، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف عناصر من حماس.

وكان المصدر ذاته أعلن السبت مقتل 21 شخصا بينهم "13 طفلا وست نساء" في قصف طال مدرسة الزيتون في مدينة غزة. وأعلن الجيش أيضا أنه استهدف عناصر من الحركة في المكان.

اندلعت الحرب في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، مع شنّ حماس هجوما تسبّب بمقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية. ويشمل هذا العدد رهائن قضوا خلال احتجازهم في قطاع غزة.

وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 97 منهم محتجزين، بينهم 33 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

وردّت إسرائيل بحملة قصف مدمرة وهجوم بري على غزة، ما أسفر عن سقوط 41431 قتيلا على الأقل، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أنّ غالبية القتلى من النساء والأطفال.