اخبار

المرشّح الماركسي للرئاسة في سريلانكا يتصدّر السباق

ا ف ب / إيشارا كوديكارا ناخبون في مركز اقتراع في كولومبو في 21 أيلول/سبتمبر 2024

تصدّر المرشّح الماركسي للرئاسة في سريلانكا أنورا كومارا ديساناياكا السبت السباق، وفق ما أظهرت نتائج أولية رسمية في استحقاق يعتبر بمثابة استفتاء على خطة التقشف التي أقرها صندوق النقد الدولي بعد الأزمة المالية غير المسبوقة التي عصفت بالبلاد.

وأظهرت نتائج أولية أن ديساناياكا البالغ 55 عاما يمكن أن يصبح أول رئيس ماركسي للبلاد.

وبلغت نسبة المقترعين لصالح ديساناياكا 58 بالمئة من بين 250 ألف بطاقة تم فرزها من أصل 700 ألف ونيّف.

ويحق لموظفي الخدمة المدنية المكلّفين تنظيم الانتخابات الإدلاء بأصواتهم، وبطاقاتهم هي الأولى التي يتم فرزها.

وقالت السلطات الانتخابية إن ديساناياكا يتصدّر السباق في باقي أنحاء البلاد، ما يجعل فوزه شبه مؤكد، وقد أقر منافس أساسي له بهزيمته.

وبلغت نسبة المشاركة في انتخابات السبت 76 بالمئة من أصل 17,1 مليون ناخب مسجلين، ومن المتوقع صدور النتائج النهائية الأحد.

وأقرّت حملة خصمه نامال راجاباكسا بهزيمته أمام ديساناياكا حتى قبل إعلان النتائج النهائية.

وجاء في منشور على فيسبوك للمسؤول في الحملة ميليندا راجاباكشا أن "أنورا كومارا ديساناياكا فاز في الانتخابات"، مضيفا "فاز نامال راجاباكسا في السياسة".

وخاض راجاباكسا البالغ 38 عاما الاستحقاق تمهيدا لخوضه الانتخابات الرئاسية المقبلة في العام 2029، وفق ما أفادت مصادر مقربة منه وكالة فرانس برس.

ولم يصدر أي رد فعل فوري من الرئيس رانيل ويكريميسينغه الذي أعلن حظر التجول لمدة ثماني ساعات على الرغم من أن لجنة الانتخابات المستقلة وصفت انتخابات السبت بأنها الأكثر سلمية في تاريخ الانتخابات في البلاد.

وقالت الشرطة إن حظر التجول هو "تدبير إضافي لحماية الناس".

وكانت الحكومة أعلنت في وقت سابق الإثنين يوم عطلة.

ويخوض ويكريميسينغه معركة صعبة للبقاء في منصبه لمواصلة الإجراءات التي أدت إلى استقرار الاقتصاد في البلاد وأنهت أشهرا من نقص الغذاء والوقود والأدوية.

وتمكّن ويكريميسينغه خلال العامين اللذين أمضاهما في منصبه من إعادة الهدوء إلى الشارع بعد الاضطرابات الشعبية التي أثارتها الأزمة الاقتصادية عام 2022 وشهدت اقتحام آلاف المتظاهرين لمقر الرئيس السابق الذي فر من البلاد.

وقال ويكريميسينغه (75 عاما) بعد الإدلاء بصوته صباحا "أخرجت هذا البلد من الإفلاس"، مضيفا "سأعطي سريلانكا الآن اقتصادا متطورا ونظاما اجتماعيا متطورا ونظاما سياسيا متطورا".

لكن زيادات الضرائب التي فرضها ويكريميسينغه وفقا لشروط خطة إنقاذ صندوق النقد الدولي البالغة 2,9 مليار دولار، تركت ملايين السريلانكيين يكافحون من أجل العيش.

وقال الناخب محمد سراج رازق (43 عاما) لوكالة فرانس برس "يجب أن يحدث تغيير في البلاد" مضيفا أن "تبذير الدولة في الانفاق لصالح السياسيين فقط يجب أن يتوقف".

ا ف ب / إيشارا كوديكارا ناخبون ينتظرون أمام مركز اقتراع في كولومبو في 21 أيلول/سبتمبر 2024

ويواجه ويكريميسينغه منافسة شديدة من مرشحين اثنين يعدان أوفر حظا، أولهما أنورا كومارا ديساناياكا، وهو زعيم أحد الأحزاب الماركسية التي يحفل تاريخها بالعنف.

وقاد الحزب انتفاضتين فاشلتين في السبعينات والثمانينات أسفرتا عن مقتل أكثر من 80 ألف شخص. ونال الحزب أقل من 4 في المئة من الاصوات في الانتخابات البرلمانية السابقة.

غير أن الأزمة في سريلانكا أعطت دفعا وشعبية لديساناياكا البالغ 55 عاما بناء على شعاره بتغيير الثقافة السياسية "الفاسدة" في الجزيرة.

وأعرب ديساناياكا عن ثقته بقدرته على الفوز في الانتخابات الرئاسية، قائلا "بعد الفوز يجب ألا تحصل مواجهات أو عنف... بلادنا تحتاج الى ثقافة سياسية جديدة".

والمنافس القوي الثاني هو ساجيت بريماداسا، الزعيم المعارض ونجل رئيس أسبق اغتيل عام 1993 خلال الحرب الأهلية التي استمرت عقودا في البلاد.

وتعهد بريماداسا مكافحة الفساد. على غرار ديساناياكا وعد بإعادة التفاوض على شروط خطة إنقاذ صندوق النقد الدولي.

وقال مرتضى جافرجي من معهد أدوفكاتا البحثي لوكالة فرانس برس "هناك عدد كبير من الناخبين ممن يحاولون توجيه رسالة قوية... بأنهم يشعرون بخيبة أمل كبيرة إزاء الطريقة التي تُحكم بها هذه البلاد".

ويتنافس في هذه الانتخابات 39 شخصا بينهم مرشح عمره 79 توفي الشهر الماضي جراء أزمة قلبية لكنه لا يزال على لائحة المرشحين.

- نتيجة غير محسومة -

وقال المحلل السياسي كوسال بيريرا لفرانس برس إنه من الصعب توقع هوية الفائز في السباق الانتخابي الذي يشهد تنافسا محموما بين ثلاثة مرشحين، وهي سابقة في تاريخ البلاد.

وحظرت الحكومة بيع الخمور خلال عطلة نهاية الأسبوع، وأكدت أنها لن تسمح بإقامة أي تجمعات أو احتفالات بالفوز قبل انقضاء أسبوع على إعلان النتائج.

وقال رئيس لجنة الانتخابات للصحافيين في كولومبو إن عملية الاقتراع السبت ستدخل "التاريخ" كأكثر انتخابات "سلمية" تشهدها سريلانكا.

وبدأ فرز الأصوات مساء السبت، ومن المتوقع أن تعلن النتيجة الأحد. لكن النتيجة الرسمية قد تتأخر إذا كانت المنافسة متقاربة.

وأغلقت المدارس الجمعة كي تحوَّل إلى مراكز اقتراع انتشر فيها أكثر من 200 ألف موظف رسمي أشرفوا على العملية الانتخابية.

- لم تخرج من الأزمة -

هيمنت قضايا الاقتصاد على الحملة الانتخابية التي استمرت ثمانية أسابيع، وسط غضب شعبي إزاء الصعوبات المعيشية المستمرة منذ بلوغ الأزمة ذروتها قبل عامين.

وبحسب الأرقام الرسمية تضاعف معدل الفقر في سريلانكا مرتين مسجلا 25 في المئة بين عامي 2021 و2022، ليُضيف أكثر من 2,5 مليون شخص إلى عدد الذين يعيشون على أقل من 3,65 دولارات في اليوم.

ويحذّر الخبراء من أن اقتصاد سريلانكا لا يزال ضعيفا إذ لم يبدأ استئناف سداد الديون الخارجية للجزيرة البالغة 46 مليار دولار منذ تخلف الحكومة عن السداد في 2022.

وقال صندوق النقد الدولي إن الإصلاحات التي أقرتها حكومة ويكريميسينغه بدأت تؤتي ثمارها، مع عودة النمو ببطء.

وقالت جولي كوزاك من صندوق النقد الدولي لصحافيين في واشنطن الأسبوع الماضي "تم تحقيق الكثير من التقدم. لكن البلاد لم تخرج من الأزمة بعد".

وكان رأي سونداري ديفيد رودريغو مشابها. وقالت بعد الإدلاء بصوتها "أمامنا العديد من التحديات، لذا أتمنى حظا سعيدا للفائز أيا يكن".