اخبار

القوات الإسرائيلية تغلق مكتب قناة الجزيرة في الضفة الغربية

ا ف ب / جعفر اشتية واجهة المبنى الذي يضم مكتب قناة الجزيرة وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة في 22 ايلول/سبتمبر 2024 والذي أغلقه الجيش الإسرائيلي بقرار عسكري وتظهر عليه صورة الصحافية القتيلة شيرين أبو عاقلة

أعلنت قناة الجزيرة القطرية أن القوات الإسرائيلية اقتحمت مكتبها في رام الله بالضفة الغربية المحتلة الأحد وأغلقته لمدة 45 يوما بموجب أمر عسكري، بعد أشهر من حظر عملها في داخل الدولة العبرية.

ويعتبر إغلاق المكتب أحدث الإجراءات الإسرائيلية ضد القناة وطاقمها، إذ تخوض معها حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو نزاعا منذ فترة طويلة، وقد تفاقم منذ اندلاع حرب غزة إثر هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وسبق للجيش ان اتهم مرارا مراسلي الشبكة في غزة بأنهم "عملاء إرهابيون" يتبعون لحماس أو حركة الجهاد الإسلامي.

لكن القناة المملوكة من الدولة، تنفي اتهامات الحكومة الإسرائيلية، وتعتبر أن إسرائيل تستهدف العاملين لديها في قطاع غزة بشكل ممنهج.

ومنذ اندلاع الحرب في غزة قبل أكثر من 11 شهرا، بثت القناة تقارير ميدانية متواصلة عن تأثير الحملة العسكرية الإسرائيلية. وكان نقلها المباشر وبرامجها المتواصلة من بين الأكثر متابعة في الشرق الأوسط، وسط خيبة أمل واسعة من التغطية الإعلامية الغربية.

وسحبت الحكومة الإسرائيلية الأسبوع الماضي بطاقات اعتماد صحافيي الجزيرة بعد أربعة أشهر من حظر عمل القناة داخل الدولة العبرية.

وأفادت القناة بأن ضابطا إسرائيليا أبلغ مدير مكتبها وليد العمري بـ"قرار قضائي لإغلاق مكتب الجزيرة لمدة 45 يوما". ونقلت ذلك على الهواء مباشرة.

وقال الضابط وفق ما أظهرته المشاهد "أطلب منكم أن تأخذوا جميع الكاميرات وتغادروا المكتب في هذه اللحظة"، بينما كان جنود إسرائيليون مدججون بالسلاح ويضعون أقنعة يدخلون المكتب.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد أنه أغلق مكتب قناة الجزيرة في رام الله بالضفة الغربية المحتلة لأنه "يحرض على الإرهاب".

وقال في بيان إن أمر الإغلاق وقع بعد أن توصل رأي قانوني وتقييم استخباراتي إلى أن "المكاتب كانت تستخدم للتحريض على الإرهاب ودعم أنشطة إرهابية وأن بث القناة يعرض الأمن والنظام العام للخطر في المنطقة ودولة إسرائيل ككل".

واستنكرت القناة "اقتحام" القوات الاسرائيلية لمكاتبها، واصفة الأمر بأنه "عمل إجرامي".

واعتبرت أن "اقتحام مكتب الشبكة ومصادرة معداتها ليس هجومًا على المؤسسة والعاملين فيها فحسب، بل يمثل إهانة لحرية الصحافة ومبادئ العمل الإعلامي".

- "اعتداء سافر" -

وكان مدير مكتب القناة في الأراضي الفلسطينية وليد العمري أكد في تصريح لوكالة فرانس برس أن الأمر العسكري "يحظر عمل قناة الجزيرة، وإغلاق المكتب".

وقال العمري "هذا اعتداء سافر على الصحافة العربية والفلسطينية وعلى حرية التعبير واعتداء على شبكة الجزيرة بالدرجة الأولى".

وأضاف أنّ "استهداف الصحافيين بهذه الطريقة يهدف دائما إلى محو الحقيقة ومنع الناس من سماع الحقيقة".

ويقع مكتب الجزيرة وسط مدينة رام الله حيث مقر السلطة الوطنية الفلسطينية، والتي من المفترض أن تكون تحت السيطرة الأمنية الفلسطينية وفق اتفاق أوسلو للسلام الموقع مع إسرائيل في تسعينات القرن الماضي.

من جهته، دان المكتب الاعلامي الحكومي الفلسطيني اقتحام الجيش الاسرائيلي للمدينة وإغلاق مكتب الجزيرة.

وقال مدير المكتب الاعلامي محمد أبو الرب لفرانس برس "هذا العمل... ليس فقط مدانا وانما يأتي في سياق اتساع العدوان الاسرائيلي على الضفة وغزة".

وأعتبر أبو الرب أن إغلاق المكتب "استهداف للوسط الصحافي الفلسطيني الذي شهد أعلى معدل قتل للصحافيين منذ الحرب العالمية الثانية، ويؤكد سعي الاحتلال لتعطيل عمل وسائل الإعلام في إيصال صورة انتهاكات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني".

كما دان المكتب الإعلامي للحكومة التي تديرها حماس في قطاع غزة اقتحام مكتب الجزيرة، معتبرا في بيان أنها "فضيحة مدوية وانتهاك صارخ لحرية الصحافة".

واستنكرت نقابة الصحافيين الفلسطينيين الخطوة الإسرائيلية واعتبرت هذا "القرار العسكري التعسفي عدوانا جديدا على العمل الصحافي ووسائل الإعلام التي دأبت على كشف جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني".

من جانبها، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية إغلاق مكتب القناة واعتبرت الاقتحام "وحشيا" و"انتهاكا صارخا" للقانون الدولي.

- "ليس مفاجئا" -

وكان البرلمان الإسرائيلي أقرّ في أوائل نيسان/أبريل قانونا يسمح بحظر وسائل إعلام أجنبية تضرّ بأمن الدولة.

وبناء عليه، صادقت الحكومة الإسرائيلية في الخامس من أيار/مايو على قرار منع بث الجزيرة من إسرائيل وإغلاق مكاتبها لمدّة 45 يوما قابلة للتجديد. وتمّ تمديدها للمرة الرابعة الأسبوع الماضي من قبل محكمة في تل أبيب.

غير أنّ هذا القرار لم يؤثر على بث القناة من الضفة الغربية المحتلة أو قطاع غزة، حيث لا تزال تغطّي الحرب المتواصلة منذ أكثر من 11 شهرا.

وقالت مراسلة الجزيرة نداء إبراهيم إنّ إغلاق المكتب في الضفة الغربية "ليس مفاجئا" بعد الحظر السابق على التغطية الإخبارية من داخل إسرائيل.

وأضافت "سمعنا مسؤولين إسرائيليين يهددون بإغلاق المكتب ... ولكننا لم نتوقّع أن يحدث ذلك اليوم".

وقال صحافي آخر في الجزيرة إنّ الموظفين مُنعوا من تغطية عملية دهم المكتب بينما تمّت مصادرة كاميراتهم.

وفي أيار/مايو، وصفت الشبكة الحظر الذي فُرض عليها بسبب تغطيتها الحرب في غزة بأنّه "إجرامي". وندّدت في بيان بـ"الفعل الإجرامي الإسرائيلي المتعدي على حقوق الإنسان في الوصول إلى المعلومات".