اخبار

زيلينسكي ينفي في باريس البحث في وقف لإطلاق النار ويطالب بمزيد من الدعم

ا ف ب / لودوفيك ماران الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون معانقا نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الإليزيه في 10 تشرين الأول/أكتوبر 2024

زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي باريس الخميس بعد لندن، في إطار جولة مصغرة لدى حلفائه الأوروبيين الرئيسيين لحشد مزيد من الدعم في مواجهة الغزو الروسي، مؤكدا أنها لن تشمل البحث في وقف لإطلاق النار مع موسكو.

وتستضيف روما في تمّوز/يوليو المقبل مؤتمرا حول إعادة إعمار أوكرانيا، بحسب ما أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني مساء الخميس عقب استقبالها زيلينسكي.

واستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيلينسكي في قصر الإليزيه حيث تصافحا بحرارة قبل اجتماع ثنائي.

وأكد زيلينسكي أن وقف النار مع روسيا ليس مطروحا على جدول أعمال جولته الخاطفة في أوروبا، معتبرا أن التقارير بشأن ذلك ناتجة عن تضليل إعلامي من موسكو.

وقال إثر لقائه ماكرون إن وقف النار في الحرب المتواصلة منذ مطلع عام 2022 "ليس موضوع بحثنا".

أضاف "الأمر ليس صحيحا. روسيا تعمل كثيرا مع التضليل الإعلامي لذا (صدور تقارير كهذه) هو أمر مفهوم".

وكما في كل دولة يزورها، جدد زيلينسكي الدعوة إلى الإسراع في زيادة المساعدات الغربية لكييف.

وأضاف "قبل الشتاء نحتاج إلى دعمكم".

من جانبه، أكد ماكرون أن مساعدات فرنسا مستمرة "وفقا لالتزاماتها"، مشددا على "التقدم المحرز في تدريب وحدة وتجهيزها. إنه أيضا نموذج تعاون فريد للغاية".

وإضافة الى لندن وباريس، تشمل الجولة الأوروبية روما وبرلين، وتأتي بحثا عن دعم إضافي بينما يواصل الجيش الروسي تقدمه في شرق أوكرانيا.

وتأتي الجولة الأوروبية قبل أقل من شهر على موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية التي يخشى الأوكرانيون أن تؤثر نتيجتها في الدعم الأميركي المحوري في مواجهة الغزو الروسي.

وقلل الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته في لندن من احتمال فوز الجمهوري دونالد ترامب وعودته الى البيت الأبيض. وقال للصحافيين "كفوا عن القلق بشأن رئاسة لترامب".

وأضاف "أنا مقتنع تماما بأن الولايات المتحدة ستكون طرفا لأنها تدرك أن الأمر لا يتعلق بأوكرانيا فحسب، بل يتعلق بها أيضا".

وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني لصحافيين في روما إنّ "أوكرانيا ليست وحدها، وسنكون إلى جانبها طالما كان ذلك ضروريا"، موضحة بعد لقائها زيلينسكي أن هذا المؤتمر سيُعقد يومي 10 و11 تمّوز/يوليو 2025.

وأوضحت ميلوني أنّ دعم روما لكييف يهدف إلى توفير "أفضل الظروف الممكنة لأوكرانيا من أجل بناء أساس للتفاوض على السلام، وهو سلام لا يمكن أن يكون استسلاما".

في لندن صباح الخميس عرض زيلينسكي تفاصيل "خطة النصر" الأوكرانية على القوات الروسية أمام رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وروته بحسب بيان للرئاسة الاوكرانية.

وقال الرئيس الأوكراني في البيان إن هذه الخطة "تهدف إلى إيجاد شروط مواتية لإنهاء عادل للحرب". وتابع "لا يمكن لأوكرانيا أن تتفاوض إلا من موقع قوة".

ومن المقرر كشف هذه الخطة خلال قمة السلام الثانية، المتوقع عقدها في تشرين الثاني/نوفمبر لكن كييف لم تؤكد موعدها.

- صواريخ بعيدة المدى -

ا ف ب / هنري نيكولز الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لدى وصوله لحضور اجتماع ثنائي مع رئيس الوزراء البريطاني في داونينغ ستريت وسط لندن في 10 تشرين الأول/أكتوبر 2024

وجدد زيلينسكي "ضرورة الحصول على إذن لضرب عمق الأراضي الروسية" بأسلحة بعيدة المدى مقدمة خصوصا من بريطانيا.

ويطالب الرئيس الأوكراني منذ أشهر بالحصول على إذن لاستخدام صواريخ ستورم شادو البريطانية الطويلة المدى لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية.

لكن روته دعا بعد الاجتماع الثلاثي إلى "عدم التركيز على نظام أسلحة واحد". وقال عندما سأله الصحافيون عن صواريخ ستورم شادو "ليس نظام أسلحة واحد هو الذي سيحدث الفارق".

وقال ستارمر مرحبا بضيفه "من المهم جدا أن نتمكن من إظهار التزامنا المستمر بدعم أوكرانيا".

بريطانيا هي أحد الداعمين الرئيسيين لكييف منذ أن بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير 2022. وهذه هي المرة الثانية التي يزور فيها الرئيس الأوكراني لندن منذ أن تولى رئيس الوزراء العمالي المنصب في الرابع من تموز/يوليو.

- أسلحة مكلفة -

تأتي هذه الجولة الأوروبية في وقت تواصل القوات الروسية تقدمها في شرق أوكرانيا.

وأعلن الجيش الروسي الخميس أنه ضرب منصتين لأنظمة باتريوت الأميركية للدفاع الجوي، وهي أسلحة باهظة الثمن وقيّمة سلمها الحلفاء الغربيون إلى أوكرانيا لمواجهة القصف اليومي.

ويجري الرئيس الأوكراني مباحثات صباح الجمعة مع البابا فرنسيس في الفاتيكان.

وينتظر وصوله في اليوم نفسه إلى ألمانيا، حيث يلتقي المستشار أولاف شولتس الذي تنوي حكومته خفض المبلغ المخصص للمساعدات العسكرية الثنائية الموجهة لكييف خلال 2025 ما أثار معارضة أوكرانيا.

وحذر معهد كييل الألماني للأبحاث الخميس من احتمال انهيار المساعدة الغربية لأوكرانيا.

ويحذر المعهد من أن العودة المحتملة لترامب إلى البيت الأبيض "قد تعوق خطط المساعدة المستقبلية في الكونغرس".

وقال المعهد الذي يرصد المساعدات المالية والعسكرية والإنسانية الموعودة والمرسلة إلى أوكرانيا "اعتبارا من السنة المقبلة قد تواجه أوكرانيا عجزا كبيرا في المساعدات".

وتظهر توقعات معهد الأبحاث أن المساعدات العسكرية والمالية ستصل إلى 59 و54 مليار يورو على التوالي في 2025 إذا أبقى المانحون الغربيون على مستوى المساعدة نفسه. وخلافا لذلك، ستتراجع هذه المساعدات بالنصف إلى 29 و27 مليارا تباعا من دون مساعدات أميركية جديدة وفي حال حذا المانحون الأوروبيون حذو ألمانيا.

وأسف الرئيس الأوكراني الذي حض باستمرار الدول الغربية على مساعدة بلاده، في الأسابيع الأخيرة لبطء اتخاذ القرارات لدى حلفائه الذين يستمرون في التردد في تسلميه صواريخ طويلة الأمد تمكن جيشه من ضرب أهداف عسكرية في عمق الأراضي الروسية.

في الأثناء، تتقدم القوات الروسية تدريجا في منطقة دونيتسك متجهة نحو بوكروفسك ذات الأهمية اللوجستية للجيش الأوكراني.

وفي ساحة المعركة، شكك جنود أوكرانيون في حديثهم لوكالة فرانس برس، في الهجوم على منطقة كورسك الروسية.

وقال بوغدان وهو جندي تحدثت إليه فرانس برس في دروجكيفكا قرب كراماتورسك "إذا كانت عملية خاطفة فستعزز نجاحاتنا. وإذا كانت عملية طويلة ونخطط للبقاء في كورسك، فسوف نستنزف مواردنا الرئيسية".