اخبار

ستة قتلى بغارة إسرائيلية جديدة على بيروت إثر مقتل ثمانية جنود إسرائيليين جنوبي لبنان

ا ف ب / مناحيم كاهانا جنود وعناصر شرطة إسرائيليون يتفقدون حفرة خلفها صاروخ إيراني في مدرسةغديرا في إسرائيل في الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2024

قُتل ستّة أشخاص على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت ليل الأربعاء-الخميس مقرا لهيئة إسعاف تابعة لحزب الله في قلب بيروت، وذلك بعيد اشتباكات دارت في جنوب لبنان بين جنود إسرائيليين وعناصر من حزب الله وأسفرت وفق الجيش الإسرائيلي عن مقتل ثمانية من جنوده.

وقال مصدر مقرب من حزب الله لوكالة فرانس برس إنّ "غارة إسرائيلية استهدفت مقرا للهيئة الصحية الاسلامية التابعة لحزب الله" في محلة الباشورة في بيروت، في ضربة هي الأقرب إلى وسط العاصمة اللبنانية منذ بدء التصعيد.

- سلسلة غارات -

من جهته، أكّد مسؤول في الهيئة الصحية الإسلامية لفرانس برس أنّ الغارة "استهدفت مركز الدفاع المدني التابع للهيئة وأوقعت الطاقم بين قتيل وجريح".

وأسفرت الغارة وفق وزارة الصحة عن "مقتل ستة أشخاص وإصابة 7 آخرين" بجروح.

ويقع المقر المستهدف في حي سكني مكتظ على مشارف وسط بيروت التجاري حيث مقر رئاسة الحكومة.

وأعقبت هذه الغارة سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، في ثالث استهداف لهذا المعقل الأساسي لحزب الله في أقلّ من 24 ساعة.

ولم ترد على الفور معلومات عن سقوط ضحايا في تلك الغارات.

ومنذ أيام، تنفّذ إسرائيل غارات جوية عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية وجنوب لبنان وشرقه، وهي مناطق تعتبر معاقل أو مناطق نفوذ لحزب الله.

كما نفّذت إسرائيل بضع غارات داخل العاصمة اغتالت فيها شخصيات من حزب الله أو قادة في فصائل حليفة له.

وقُتل 46 شخصا وأصيب 85 بجروح جراء غارات إسرائيلية استهدفت الأربعاء مناطق مختلفة من لبنان، على ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية.

ومنذ بدء التصعيد في تشرين الأول/أكتوبر 2023 بين إسرائيل وحزب الله، قتل في لبنان 1,928 شخصا، كما أفاد تقرير صادر عن وحدة إدارة مخاطر الكوارث الحكومية الأربعاء.

وحذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية من أن النظام الصحي في لبنان يكافح لمواكبة التطورات العسكرية، بعد أن صعّدت إسرائيل من غاراتها الجوية وشنت عمليات برية جنوبي لبنان.

- اشتباكات -

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ثمانية من جنوده في معارك خاضوها في جنوب لبنان بعد عبورهم الحدود لاستهداف مواقع لحزب الله.

وأعلن حزب الله من جانبه انه دمّر بصواريخ موجّهة ثلاث دبابات ميركافا إسرائيلية خلال تقدمها إلى جنوب لبنان.

وقال ايضا أنّه فجّر عبوة بقوة اسرائيلية بالقرب من الحدود، بعد الإبلاغ عن اشتباكات هناك مع قوات إسرائيلية "متسللة"، غداة إعلان إسرائيل عن توغله عبر الحدود لاستهداف أولى غاراتها البرية ضد الحركة الإسلامية.

وأتت هذه التطورات فيما تبادلت إسرائيل وإيران التهديدات بعد هجوم صاروخي واسع النطاق نفذته طهران الثلاثاء انتقاما لاغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الجمعة في ضاحية بيروت الجنوبية ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في 31 تموز/يوليو بطهران في عملية نُسبت لإسرائيل.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو "ارتكبت إيران خطأ فادحا هذا المساء وستدفع الثمن".

واكد الرئيس الاميركي جو بايدن الاربعاء ان الولايات المتحدة لن تدعم شن ضربات اسرائيلية على منشآت نووية ايرانية، فيما أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان من العاصمة القطرية أن بلاده "لا تتطلع" إلى الحرب، لكنه تعهد في الوقت نفسه برد "أقسى" في حال ردت إسرائيل على الهجوم الصاروخي الذي شنته طهران على الدولة العبرية الثلاثاء.

وقالت إيران إن "90 % من الصواريخ" التي اطلقت في الهجوم الكثيف على إسرائيل وهو الثاني في ستة أشهر تقريبا، بلغت الهدف.

وللمرة الأولى، استخدمت إيران صواريخ فرط صوتية خلال هذا الهجوم الذي اطلق عليه اسم "الوعد الصادق 2" على ما ذكرت وسائل الاعلام الإيرانية.

وأكد الجيش الإسرائيلي اعتراض عدد كبير من هذه الصواريخ . وقد حظي بدعم من القوات الأميركية والبريطانية على ما أفادت وزارة الدفاع الأميركية ولندن.

وأدى الهجوم الذي تسبب بإطلاق صافرات الإنذار في كل أرجاء البلاد، إلى إصابة شخصين بجروح طفيفة في إسرائيل فيما قتل فلسطيني بشظايا صاروخ في أريحا في الضفة الغربية المحتلة على ما أفاد محافظ المدينة.

- استهداف "قلب اسرائيل" -

وأكد الحرس الثوري الإيراني أنه استهدف "قلب" إسرائيل.

ا ف ب / اتيان طربيه دخان يتصاعد في سماء بيروت بعد غارات إسرائيلية في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر 2024

وأكد رئيس الأركان الإيراني أن الصواريخ استهدفت "القواعد الجوية العسكرية الرئيسية في الكيان الصهيوني (الاستخبارات) مركز الرعب وقاعدة نيفاتيم الجوية لطائرات اف-35 وقاعدة هتساريم الجوية التي استهدفت لاغتيال الشهيد نصرالله".

وأكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده مارست "حق الدفاع عن النفس" وتحلت "بقدر كبير من ضبط النفس خلال شهرين تقريبا من اجل الافساح في المجال أما وقف إطلاق النار في غزة".

ووصفت صحيفة الأخبار اللبنانية القريبة من حزب الله الهجوم بأنه "انتكاسة كبيرة" للدولة العبرية.

وقال المحلل السياسي جوردان باركين "لن تنتهي الأمور على خير" معتبرا أن "ضبط النفس ليس من سمات" نتانياهو.

ودان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل، في أعقاب انتقادات من الدولة العبرية لعدم ذكره طهران بوضوح عندما دان في وقت سابق "اتساع نطاق الصراع".

- "مثيرة للقلق" -

في 13 نيسان/أبريل، وردا على ضربة قاتلة نسبت إلى إسرائيل على قنصلية إيران في دمشق، أطلقت إيران باتجاه إسرائيل حوالى 350 مسيرّة متفجرة وصواريخ تمّ اعتراض غالبيتها من جانب إسرائيل بمساعدة دول أخرى بينها الولايات المتحدة. وسمي الهجوم "الوعد الصادق".

وقال الرئيس الأميركي بايدن الثلاثاء "الولايات المتحدة تساند إسرائيل بالكامل" مضيفا أن مناقشات "تجرى" مع إسرائيل لتنسيق الرد على الهجوم الإيراني.

وحذرت إيران على لسان وزير خارجيتها، واشنطن من مغبة التدخل.

وتوالت ردود الفعل المنددة بالهجوم والمطالبة بوقف التصعيد وإطلاق النار، وخاصة من موسكو التي حذرت من دوامة "مثيرة للقلق".

حضّت الصين قوى العالم على منع الوضع في الشرق الأوسط من "التدهور أكثر".

وقال ناطق باسم الخارجية الصينية في بيان إن بكين تعارض "أي عمل ينتهك سيادة لبنان وأمنه ووحدة أراضيه وتعارض تصعيد النزاعات".

استدعت ألمانيا السفير الإيراني في برلين الأربعاء، حسبما أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية.

كما كررت الدولة دعوة مواطنيها إلى مغادرة إيران بعد هجوم الثلاثاء وتهديدات إسرائيل بالانتقام.

واعتبرت مجموعة السبع الاربعاء ان "الحل الدبلوماسي ما زال ممكنا" في الشرق الاوسط.

ويأتي التصعيد بعد سنة تقريبا على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر تسبب بمقتل 1205 أشخاص، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند الى أرقام رسمية إسرائيلية.

وقبيل الهجوم الإيراني الثلاثاء، قتل سبعة مدنيين بينهم يوناني في هجوم نفذه شخصان بأسلحة أوتوماتيكية وبالسلاح الأبيض في تل أبيب.

وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس الأربعاء مسؤوليتها عن هجوم تل أبيب، وقالت في بيان "تعلن كتائب الشهيد عز الدين القسام مسؤوليتها عن عملية يافا البطولية التي نفذها مجاهدان قساميان من مدينة الخليل والتي أدت وفق اعتراف العدو إلى مقتل سبعة صهاينة وإصابة 16 آخرين".

- ضربات في لبنان وغزة -

في لبنان أيضا ذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية أن "الطائرات الاسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية بغارة"، فيما شاهد مصوّر فرانس برس تصاعد الدخان من المنطقة بعد ليلة سجلت فيها غارات عنيفة.

ودعا الجيش الإسرائيلي صباح الأربعاء مجددا إلى إخلاء مزيد من القرى في جنوب لبنان.

وذكر مسؤول إسرائيلي أن العملية البرية الجارية منذ الثلاثاء كانت عبارة عن "غارات محدودة النطاق للغاية"، تهدف، بعد أكثر من أسبوع من الغارات الجوية التي استهدفت حزب الله، إلى "إبعاد التهديد" عن شمال إسرائيل.

وقتل 1873 شخصا في لبنان منذ بدء التصعيد قبل عام بحسب الأرقام الرسمية.

كذلك، قتل ثلاثة اشخاص في غارة إسرائيلية طالت الأربعاء مبنى في منطقة المزة في دمشق، في استهداف هو الثاني في المنطقة منذ الثلاثاء، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد إن "غارة اسرائيلية استهدفت مبنى سكنيا في حي المزة، تتردد إليه قيادات من حزب الله والحرس الثوري الإيراني"، ما أسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص.

وكان حزب الله حليف حماس، أعلن في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر، فتح "جبهة إسناد" عبر الحدود اللبنانية ضد إسرائيل وتبادل القصف مع إسرائيل بشكل يومي.

وفي قطاع غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه ضرب مدرستين في الشمال وثالثة في الوسط قال إن حماس تستخدمها مراكز قيادة.