اخبار

غارات إسرائيلية مكثفة على ضاحية بيروت الجنوبية معقل حزب الله

ا ف ب / - ركام في مكان وقوع غارات إسرائيلية مدمرة في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 أيلول/سبتمبر 2024

شنّت إسرائيل سلسلة غارات عنيفة على أنحاء متفرقة في لبنان تركزت خصوصا في الضاحية الجنوبية لبيروت حيث استهدفت "مربعا أمنيا" لحزب الله، محدثة دمارا يعيق جهود الإنقاذ.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف المقرّ المركزي لحزب الله في حارة حريك. وذكرت محطات تلفزة إسرائيلية أن الأمين العام للحزب حسن نصرالله كان مستهدفا.

وقالت إسرائيل إن الغارات اللاحقة استهدفت مخازن أسلحة تابعة لحزب الله تحت مبان سكنية، الأمر الذي نفاه الحزب في بيان قصير.

كما أعلن الجيش الإسرائيلي قتل عدد من كوادر حزب الله في جنوب لبنان، من بينهم قائد الوحدة الصاروخية في الجنوب ونائبه.

والغارات هي الأعنف منذ حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله التي استمرت 33 يوما. وسارع مصدر مقرب من حزب الله إلى التأكيد لوكالة فرانس برس بعد الغارات الأولى التي وقعت بعيد السادسة مساء، أن نصرالله "بخير". إلا أن أي توضيح آخر لم يصدر بعد ذلك عن الحزب حول من استُهدف في الغارات على حارة حريك.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه "نفّذ ضربة دقيقة على المقر المركزي لمنظمة حزب الله الإرهابية في الضاحية" الجنوبية لبيروت.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن الغارات التي استهدفت منطقة تعج بالأبنية السكنية وتضم "المربع الأمني" لقيادة حزب الله المحاط بحراسة مشددة، أوقعت ستة قتلى و91 جريحا، في حصيلة غير نهائية.

وقال تلفزيون "المنار" التابع لحزب الله إن هناك مفقودين تحت الركام الذي يعيق جهود عمل فرق الإنقاذ في البحث عن ضحايا.

وفرض حزب الله طوقا أمنيا في المكان المستهدف، وأبعد الصحافيين الذين توافدوا بكثافة. إلا أن قناة المنار وقناة الجزيرة القطرية تبثان منذ وقوع الغارات مشاهد مباشرة من المكان المستهدف، يظهر فيها عشرات رجال الإنقاذ وآليات بينها جرافات تعمل على رفع أكوام الركام، بينما لا يزال الدخان ينبعث من مواقع عدة.

وأحدثت الغارات دويا هائلا تردّد صداه في بيروت ومحيطها، وأثار حالة من الرعب والهلع لدى السكان.

وتسبّبت الغارات بحفر ضخمة يصل قطرها إلى خمسة أمتار، وفق ما أفاد مصوّر وكالة فرانس برس الذي تمكن من الوصول الى المكان في اللحظات الأولى بعد الغارة، قبل أن يتم إبعاده مع غيره.

ودمّر القصف الإسرائيلي ستة أبنية تماما، وفق ما أفاد مصدر مقرب من الحزب.

وتلتها سلسلة غارات على الضاحية وعلى الجنوب والبقاع (شرق).

- نتانياهو يعود -

وفرّت مئات العائلات بشكل عاجل ليل الجمعة السبت من الضاحية الجنوبية لبيروت، على وقع الغارات إسرائيلية.

وقطع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو رحلته للولايات المتحدة حيث ألقى الجمعة كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تعهّد فيها مواصلة العمليات العسكرية ضد حزب الله.

وقال نتانياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "طالما أن حزب الله يختار مسار الحرب، فلا خيار أمام إسرائيل، ولدى إسرائيل كل حق في إزالة هذا التهديد وإعادة مواطنينا إلى ديارهم بأمان"، مضيفا بأن العمليات ضد الحزب "ستتواصل إلى أن نحقق أهدافنا".

وحذّر نتانياهو إيران التي تدعم حزب الله وحركة حماس في قطاع غزة، قائلا "ليس هناك أي مكان في إيران لا يمكن لذراع إسرائيل الطويلة الوصول إليه. ينطبق الأمر ذاته على الشرق الأوسط برمته".

وندّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بـ"التهديدات الفاضحة" لرئيس الوزراء الإسرائيلي، وقال أمام مجلس الأمن الدولي "من العار التاريخي أن يجرؤ القاتل على الظهور في الأمم المتحدة وتسميم الجمعية العامة بأكاذيبه المثيرة للاشمئزاز وتهديداته الفاضحة بغزو دول أخرى وقتل المزيد من الناس".

ومنذ الاثنين، خلّفت الضربات الإسرائيلية الكثيفة الواسعة النطاق على لبنان أكثر من 700 قتيل، بحسب السلطات، وبينهم عدد كبير من المدنيين.

وحذّرت الأمم المتحدة الجمعة من أن لبنان يمر بفترة هي الأكثر "عنفا منذ أكثر من عقدين".

-"إبادة"-

ودعا رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي الجمعة المجتمع الدولي الى "ردع" إسرائيل لوقف "حرب الإبادة" التي تشنّها على لبنان.

وقالت الأمم المتحدة الجمعة إنها تتابع بقلق كبير الضربات الإسرائيلية على منطقة "مكتظة بالسكان" في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.

ويتواصل التصعيد رغم نداء وجهته الولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى غربية وعربية لوقف إطلاق النار لمدة 21 يوما بين إسرائيل وحزب الله، لإفساح المجال للدبلوماسية، وهو ما رفضته إسرائيل الخميس متوعدة بمواصلة الحرب على حزب الله "حتى النصر".

وغداة هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/اكتوبر الذي أدى الى اندلاع حرب مدمّرة في قطاع غزة، فتح حزب الله من لبنان ما أسماه "جبهة إسناد" لغزة. ويتبادل يوميا إطلاق النار مع إسرائيل. إلا أن إسرائيل بدأت حملة قصف دام منذ الاثنين بعد قرار بتركيز عملياتها في الجبهة الشمالية.

وتوعد الحزب بمواصلة هجماته "حتى انتهاء العدوان على غزة".

وفي حصيلة إجمالية، قُتل أكثر من 1500 شخص في لبنان منذ عام، وفق السلطات اللبنانية.

وأدى القصف الإسرائيلي إلى نزوح 118 ألف شخص في لبنان هذا الأسبوع، بحسب الأمم المتحدة.

- "حرب مدمرة" -

وأعلن البيت الأبيض الجمعة أن الرئيس جو بايدن أمر بتعديل انتشار القوات الأميركية في الشرق الأوسط "بحسب الضرورة".

وقال في بيان إن بايدن "وجه البنتاغون بتقييم وتعديل وضع القوات الأميركية في المنطقة بحسب الضرورة لتعزيز الردع وضمان حماية القوات ودعم كامل نطاق الأهداف الأميركية".

كذلك، أمر بايدن السفارات الأميركية في المنطقة "باتخاذ جميع التدابير الوقائية المناسبة"، بحسب البيان.

وحذّر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الخميس من "حرب شاملة" ستكون "مدمّرة" لإسرائيل ولبنان، قائلا ان وقف اطلاق النار قد يتيح أيضا التوصل الى اتفاق هدنة في غزة.

ا ف ب / محمود زيات الدمار في منطقة استهدفتها غارة ليلية إسرائيلية في بلدة السكسكية في قضاء صيدا بجنوب لبنان في 26 أيلول/سبتمبر 2024

تسبّب هجوم حماس على إسرائيل بمقتل 1205 أشخاص، معظمهم من المدنيين، وفقا لحصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية. ويشمل العدد الرهائن الذين قتلوا أو لقوا حتفهم في غزة. ومن بين 251 خطفوا، ما زال 97 محتجزين في غزة، أعلن الجيش عن وفاة 33 منهم.

ورد الجيش الإسرائيلي بهجوم مدمّر على قطاع غزة تسبب بمقتل 41534 شخصا معظمهم من المدنيين، وفقاً لبيانات وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

وفي خطابه أمام الأمم المتحدة، شدد نتانياهو أن على "حماس أن تغادر" غزة، وألا يكون لها أي دور في إعادة إعمار القطاع، متعهّدا مواصلة القتال حتى تحقيق "النصر الكامل".

ونددت حماس بكلمة نتانياهو وقالت إنه يردّد "أكاذيب مفضوحة"، قائلة إنها تأتي "في الوقت الذي يواصل فيه حربه المسعورة... ويوسع دائرة جرائمه لتشمل أهلنا في لبنان".

وندّد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بـ"جريمة حرب فاضحة" نفذتها إسرائيل في لبنان.

وقال في بيان نقلته وكالة "إرنا" الرسمية للأنباء، "الهجمات التي ارتكبها النظام الصهيوني اليوم في ضاحية بيروت تشكل جريمة حرب فاضحة، وتكشف مرة أخرى عن طبيعة إرهاب الدولة الذي يمارسه هذا النظام".