اخبار

بكين في "حالة تأهب" بعد عبور سفينة حربية يابانية مضيق تايوان

ا ف ب/ارشيف / أرون سانكار بحار من البحرية اليابانية يسير بجوار مدفع على متن المدمرة الصاروخية اليابانية جيه إس سازانامي خلال افتتاح التدريبات البحرية المشتركة مع الولايات المتحدة والهند في تشيناي في 10 تموز/يوليو 2017

وُضع الجيش الصيني "في حالة تأهب" الخميس، غداة عبور غير مسبوق من سفينة حربية يابانية لمضيق تايوان، في حادثة احتجت عليها بكين رسميا لدى اليابان.

وكشفت وسائل الإعلام اليابانية عن هذه المعلومات صباحا، لكنّ الناطق باسم الحكومة اليابانية يوشيماسا هاياشي رفض التعليق على المعلومات، بحجة أنها تتعلق بعمليات عسكرية.

من جهتها، قالت بكين إنها تفاعلت مع "أنشطة سفينة يابانية تابعة لقوات الدفاع الذاتي دخلت مضيق تايوان".

وقال الناطق باسم الخارجية الصينية لين جيان في مؤتمر صحافي دوري إن "الصين متيقظة للغاية بشأن نوايا اليابان السياسية، وقد أعربت عن احتجاجها الشديد لليابان".

وعبرت سفن حربية من الولايات المتحدة وكندا مرات عدة في الأشهر الأخيرة مضيق تايوان الذي يرتدي أهمية جيوسياسية كبرى، ما دفع بالجيش الصيني إلى إعلان "حالة التأهب".

كذلك، سلكت سفينتان عسكريتان نيوزيلنديتان وأستراليتان المسار عينه الأربعاء، وهي المرة الأولى تمر فيها سفينة نيوزيلندية في هذا المعبر منذ سبع سنوات، من أجل تأكيد "الحق في حرية الملاحة"، وفق ما أعلن ناطق باسم وزارة الدفاع النيوزيلندية لوكالة فرانس برس الخميس.

وأوضح المتحدث أن المهمة لم تُنفّذ بشكل مشترك مع اليابان.

وذكرت وسائل إعلام يابانية أن الدول الثلاث خططت لإجراء تدريبات عسكرية في بحر الصين الجنوبي الذي تنادي بكين بالسيادة عليه بالكامل تقريبا.

- "استفزازات" -

وأكدت وزارة الدفاع الصينية الخميس أن هذه الدول الثلاث نفذت "عملية عبور عبر مضيق تايوان".

وقال الناطق باسم الوزارة تشانغ شياوغانغ إن "هذه العمليات تقوّض سيادة الصين وأمنها"، وبالتالي "يظل الجيش الصيني في حالة تأهب قصوى وسيتخذ جميع التدابير اللازمة لمواجهة هذه التهديدات والاستفزازات".

وردا على "عبور السفن الحربية الأجنبية مضيق تايوان"، أكدت وزارة الخارجية أن بكين تظل "يقظة للغاية إزاء أي عمل من شأنه أن يهدد سيادة الصين".

وأتى عبور السفينة الحربية اليابانية بعد أسبوع من مرور حاملة طائرات صينية بين جزر يابانية في عملية غير مسبوقة.

في 18 أيلول/سبتمبر، رصد الجيش الياباني حاملة الطائرات الصينية "لياونينغ" ومدمرتين مزودتين صواريخ موجهة في منطقة أوكيناوا الجنوبية، بين جزيرتي يوناغوني وإيريوموت بالقرب من تايوان.

واعتبرت طوكيو أن هذا الحادث "غير مقبول على الإطلاق".

وفي بداية أيلول/سبتمبر، نددت اليابان بشدة بتوغل سفينة تابعة للبحرية الصينية في مياهها الإقليمية لمدة ساعتين تقريباً.

وقبل ذلك بأيام، أطلقت طوكيو طائرات مقاتلة بعدما "خرقت" طائرة عسكرية صينية مجالها الجوي لحوالى دقيقتين قبالة جزر دانجو في بحر الصين الشرقي.

– صاروخ صيني –

وأفادت صحيفة "يوميوري شيمبون" اليابانية الخميس نقلاً عن مصادر حكومية لم تسمها أن رئيس الوزراء فوميو كيشيدا أعطى الأمر بالعبور الأربعاء، خشية أن يؤدي التقاعس عن الرد بعد الإجراء الصيني إلى تشجيع بكين على الاستمرار في مواقفها.

وأوضحت أستاذة العلاقات الدولية في جامعة لا تروب الأسترالية بك ستراتينغ أن هذا العبور "جزء من سياق أوسع للوجود البحري المتزايد من جانب الدول الآسيوية وغيرها من الدول التي تشعر بالقلق إزاء مطالبات الصين البحرية".

وأعلنت الصين الأربعاء أيضاً إطلاق "صاروخ باليستي عابر للقارات يحمل رأساً حربية وهمية للتدريب" في المحيط الهادئ، في أول اختبار من هذا النوع منذ عقود.

وأثارت هذه العملية احتجاجات دول أخرى في المنطقة، مثل اليابان وأستراليا ونيوزيلندا، في ظل قلقها بشأن تعزيز القدرات العسكرية الصينية.

ويثير النفوذ الاقتصادي والعسكري المتنامي للصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ ومطالباتها المرتبطة خصوصا بتايوان التي تعتبرها إحدى مقاطعاتها، قلق الولايات المتحدة وحلفائها.

وقالت وزارة الدفاع في تايوان الخميس إنه تم رصد ما مجموعه 72 طائرة صينية وثماني سفن حربية حول تايوان خلال ما يقرب من ثلاثين ساعة.

واليابان حليف رئيسي للولايات المتحدة في المنطقة، وهذان البلدان جزء من الحوار الأمني الرباعي (كواد)، وهي مجموعة يُنظر إليها على أنها حصن ضد الصين وتضم أيضا الهند وأستراليا.

وزادت اليابان التي ظلت سلمية لعقود، من نفقاتها الدفاعية، وزودت نفسها قدرات "الهجوم المضاد" وخففت القواعد المفروضة على صادرات الأسلحة.

وقد انخرطت سفن يابانية وصينية في حوادث سابقة تتعلق بالمناطق المتنازع عليها، وخصوصا جزر سينكاكو في بحر الصين الشرقي، والتي تسمى أيضا دياويو من جانب بكين.