اخبار

الجيش السوداني يشنّ غارات تزامنا مع قتال "شرس" ضد الدعم السريع في الخرطوم

ا ف ب / - رجل يقف متفرجا بينما تشتعل النيران في منطقة سوق للماشية في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور السودانية في 1 أيلول/سبتمبر 2023 في أعقاب قصف لقوات الدعم السريع

نفّذ الجيش السوداني غارات جوية وقصفا مدفعيا الخميس في الخرطوم تزامنا مع خوضه قتالا "شرسا" ضد قوات الدعم السريع في العاصمة، بحسب ما أفاد مصدر عسكري وشهود وكالة فرانس برس.

وأفاد السكان بأن المواجهات بدأت فجرا، في ما يبدو أنه أول هجوم كبير للجيش منذ أشهر لاستعادة أجزاء من العاصمة تسيطر عليها قوات الدعم.

وأتت المواجهات في حين ألقى قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

عشية الخطاب، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لقائد الجيش السوداني عن "قلق بالغ إزاء تصعيد النزاع في السودان".

ميدانيا، أفاد مصدر عسكري وكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته بأن الجيش السوداني يخوض "قتالا شرسا مع المليشيا المتمردة داخل الخرطوم"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.

وأشار المصدر إلى أن قوات الجيش تمكنت من عبور ثلاثة جسور رئيسية فوق نهر النيل الذي يفصل بين أجزاء العاصمة الخاضعة لسيطرة الجيش وتلك الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع.

- "غطاء سياسي" -

اندلعت المعارك في السودان منتصف نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة البرهان، وهو أيضا رئيس مجلس السيادة والحاكم الفعلي للبلاد، وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه ونائبه السابق دقلو المعروف بحميدتي.

وفي آخر هجوم كبير في شباط/فبراير، استعاد الجيش معظم مدينة أم درمان الواقعة على الضفة المقابلة للخرطوم، وجزء من الخرطوم الكبرى.

وتتّخذ الحكومة الموالية للجيش مقرا في بورت سودان الواقعة على البحر الأحمر والخاضعة لسيطرة الجيش.

في المقابل، تسيطر قوات الدعم السريع على غالبية أراضي إقليم دارفور الواقع في غرب البلاد وتتقدّم في وسط السودان وجنوب شرق البلاد.

في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أعرب البرهان عن أسفه لكون قوات الدعم السريع "تجد الدعم والمساندة من دول في الإقليم تمدهم بالمال والمرتزقه لتحقيق مكاسب سياسية وإقتصادية في تحد صارخ للقانون والإرادة الدولية".

ولم يسمّ البرهان الدول، لكن حكومته تتّهم على الدوام الإمارات بإمداد قوات الدعم السريع بالأسلحة عبر تشاد في انتهاك صارخ لحظر الأسلحة المفروض على السودان.

في العام الماضي خلص خبراء أمميّون إلى أن الاتهامات "ذات صدقية"، ويقول دبلوماسيون إن الولايات المتحدة مارست بعيدا من العلن ضغوطا على الإمارات على خلفية دعمها قوات الدعم السريع.

- قصف مدفعي "مكثف" -

في أم درمان قال شاهد إن القصف "حرمه النوم" وما زال مستمرا منذ الفجر.

وأفاد كثر من سكان أم درمان بـ"قصف مدفعي مكثف" طاول مباني سكنية بينما حلقت الطائرات الحربية العسكرية في سماء المنطقة.

وقال أحد سكان أم درمان في تصريح لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته خوفا من تعرضه لأعمال انتقامية "في حيّنا، قتل اليوم ثلاثة أشخاص".

في خضم انقطاع الاتصالات وتعطل نظام الرعاية الصحية، يتعذّر التحقق من حصيلة القتلى والمصابين.

منذ بدء الحرب، تدور المعارك المحتدمة في الغالب في مناطق مكتظة بالسكان، واتُّهم الجانبان بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك القصف العشوائي للمناطق السكنية.

في أيلول/سبتمبر أعلنت منظمة الصحة العالمية أن عدد القتلى لا يقل عن 20 ألف شخص منذ بداية الصراع، لكن بعض التقديرات تصل إلى 150 ألف ضحية، وفقا للمبعوث الأميركي الى السودان توم بيرييلو.

كذلك، نزح أكثر من عشرة ملايين شخص، أي نحو 20 بالمئة من السكان، بسبب القتال أو أجبروا على اللجوء إلى دول مجاورة. وتسبّب النزاع بأزمة إنسانية هي من الأسوأ في التاريخ الحديث، بحسب الأمم المتحدة.

وأُعلنت حالة المجاعة في مخيّم زمزم الواقع في إقليم دارفور قرب مدينة الفاشر حيث شنّت قوات الدعم السريع في نهاية الأسبوع الماضي هجوما "واسع النطاق" بعد حصار استمرّ أشهرا عدّة.

والفاشر واحدة من خمس عواصم ولايات في إقليم دارفور (غرب) وهي الوحيدة التي لم تسقط في أيدي قوات الدعم السريع التي تخوض معارك ضد القوات المسلحة السودانية منذ نيسان/أبريل 2023.

خلال لقائه البرهان حذّر غوتيريش من تداعيات مدمّرة للتصعيد في السودان وبـ"مخاطر تمدّده إقليميا".

وقالت جويس مسويا القائمة بأعمال منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة إن "الشعب في السودان عاش الجحيم مدى 17 شهرا، والمعاناة في تزايد".