اخبار

اسرائيل تقصف مواقع لحزب الله غداة موجة تفجيرات دامية جديدة لأجهزة اتصالات

ا ف ب / ربيع ضاهر صورة مؤرخة في 18 أيلول/سبتمبر 2024 لدخان يتصاعد إثر قصف إسرائيلي على بلدة في جنوب لبنان

أعلن الجيش الإسرائيلي الخميس أنه قصف سبعة مواقع لحزب الله في جنوب لبنان غداة سلسلة تفجيرات غير مسبوقة نسبت الى اسرائيل واستهدفت أجهزة اتصال تابعة للحزب.

يأتي ذلك فيما يسود الترقب في لبنان بانتظار كلمة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله عند الساعة 17,00 (14,00 ت غ) بشأن هذه التفجيرات التي أوقعت الثلاثاء والأربعاء أكثر من 37 قتيلا بحسب وزير الصحة اللبناني، ما يثير مخاوف من حرب شاملة.

لم تعلق إسرائيل على هذه التفجيرات التي وقعت بعيد إعلانها توسيع أهداف الحرب ضد حماس، الى الحدود الشمالية مع لبنان لافساح المجال أمام عودة النازحين الى شمال الدولة العبرية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس أنه شن ضربات خلال الليل على ستة "مواقع لبنى تحتية إرهابية" تابعة لحزب الله ومنشأة لتخزين الأسلحة في جنوب لبنان.

وأضاف الجيش في بيان أن "سلاح الجو قصف مواقع لبنى تحتية إرهابية لحزب الله في مناطق شيحين والطيبة وبليدا وميس الجبل وعيترون وكفركلا في جنوب لبنان، بالإضافة إلى منشأة لتخزين الأسلحة لحزب الله في منطقة الخيام في جنوب لبنان".

من جهته، أعلن حزب الله أنه استهدف صباح الخميس "نقطة تموضع لجنود العدو الإسرائيلي في موقع المرج بالأسلحة المناسبة واصابوها بشكل مباشر وأوقعوا فيها عددا من القتلى والجرحى"، كما شن "هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية على المقر المستحدث لقيادة اللواء الغربي في يعرا (...) وعلى مرابض مدفعية العدو في بيت هلل".

وأعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض الخميس ارتفاع حصيلة ضحايا انفجارات أجهزة الاتصال التي يستخدمها حزب الله خلال اليومين الماضيين إلى 37 قتيلا و2931 جريحا.

وأوضح الوزير أن 12 شخصا قتلوا في الموجة الأولى من انفجارات أجهزة "البايجر" الثلاثاء و25 شخصا في الموجة الثانية من الانفجارات التي طالت أجهزة الاتصال اللاسلكي الأربعاء. وكانت حصيلة سابقة أفادت بمقتل 20 شخصا.

- "مركز الثقل"-

وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأربعاء أن "مركز ثقل" الحرب "ينتقل الى الشمال"، في إشارة الى الجبهة المفتوحة مع حزب الله اللبناني في موازاة الحرب المستمرة مع حركة حماس في قطاع غزة.

وأضاف "نحن في بداية مرحلة جديدة في الحرب".

ومنذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر إثر الهجوم غير المسبوق الذي نفّذته الحركة على إسرائيل، كان تركيز العمليات العسكرية الإسرائيلية منصبا على غزة.

لكنّ المنطقة الحدودية بين الدولة العبرية ولبنان تشهد تبادلا يوميا للقصف بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، ما أدى إلى مقتل المئات في لبنان، معظمهم مقاتلون في الحزب، والعشرات في إسرائيل، وإلى نزوح عشرات آلاف المدنيين في كلا الجانبين.

وإثر التفجيرات في لبنان، حمّل حزب الله إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي"، وقال إنها "ستنال بالتأكيد قصاصها العادل".

ومن المقرر أن يلقي الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عند الساعة 17,00 الخميس، كلمة ينتظرها مناصروه وأعداؤه على حد سواء بحثا عن أي إشارات حول طبيعة الرد.

وأفاد عاملون في المجال الطبي بوصول حالات لم يسبق أن رأوا مثلها.

في أحد مستشفيات بيروت، قالت الطبيبة جويل خضرا إن "الإصابات كانت بشكل أساسي في العيون والأيادي، أصابع مبتورة وشظايا في العيون، وقد فقد بعض الأشخاص بصرهم"، فيما قال طبيب في مستشفى آخر في العاصمة اللبنانية إنه عمل طوال الليل وإن الإصابات كانت من "خارج هذا العالم...لم أر شيئا مماثلا من قبل".

وقال وزير الصحة اللبناني في تصريح لقناة الجزيرة "هناك بعض الإصابات البالغة التي رأيناها اليوم خاصة أن طبيعة الأجهزة التي انفجرت اليوم كانت حجمها أكبر وسببت ضررا أكبر".

- "من المصدر" -

ا ف ب / انور عمرو صورة مؤرخة في 18 أيلول/سبتمبر 2024 من تشييع ضحايا انفجارات أجهزة تابعة لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت

وأعلنت شركة غولد أبولو التايوانية الأربعاء أن أجهزة البايجر التي انفجرت من صنع شريكها المجري، لكنّ بودابست أعلنت أنّ شركة "باك" المجرية التي قُدّمت على أنها تنتج أجهزة الاتصال المستخدمة من حزب الله هي "وسيط تجاري بدون موقع إنتاج أو عمليات في المجر".

من جهتها، قالت شركة آيكوم اليابانية الخميس إنها أوقفت قبل حوالى عشر سنوات، تصنيع طراز أجهزة اللاسلكي التي فجرت في لبنان الأربعاء.

وأوضحت الشركة في بيان أن طراز "آي سي-في82 هو جهاز لاسلكي محمول كان يُنتج ويُصدر إلى مناطق منها الشرق الأوسط من 2004 إلى تشرين الأول/أكتوبر 2014. وقد أوقف إنتاجه قبل عشر سنوات تقريبا. ومنذ ذلك الحين لم يتم شحنه من جانب شركتنا".

وكشفت معطيات أولية لتحقيق تجريه السلطات اللبنانية في انفجارات اجهزة الاتصال التابعة لحزب الله أن الأجهزة كانت مبرمجة سابقا وتحتوي على مواد متفجرة، كما أفاد مصدر أمني وكالة فرانس برس الأربعاء.

من جانب آخر، أوقفت الشرطة الإسرائيلية إسرائيليا للاشتباه في أن الاستخبارات الإيرانية جندته للتخطيط لاغتيال مسؤولين بارزين من بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، وفق ما جاء في بيان مشترك لجهازي الشرطة والاستخبارات الخميس.

- "نزاع واسع" -

وطالب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي مجلس الأمن الدولي الذي يعقد الجمعة جلسة لمناقشة الانفجارات التي طالت أجهزة الاتصال، باتخاذ "موقف حازم لوقف الحرب التكنولوجية التي تشنها" إسرائيل على بلاده.

من جهته، اعتبر وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب الأربعاء أن "الهجوم الاسرائيلي غير المسبوق والمدان بشدة يمثل اعتداء صارخا على سيادة لبنان وأمنه وانتهاكا واضحا لكل المواثيق والأعراف الدولية ويهدد بنشوب نزاع أوسع" في الشرق الأوسط.

وقال المبعوث الإيراني لدى الأمم المتحدة إن بلاده "تحتفظ بالحق في اتخاذ إجراءات الرد" بعد إصابة السفير الإيراني في بيروت بالانفجارات.

وفي واشنطن، حذّر البيت الأبيض جميع الأطراف من أي تصعيد في الشرق الأوسط بعد هذه الانفجارات، وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي "ما زلنا لا نريد أن نرى أيّ تصعيد من أي نوع. لا نعتقد على الإطلاق أن الطريقة لحل الأزمة الحالية تكمن في عمليات عسكرية إضافية".

وفي تركيا، اتهم وزير الخارجية هاكان فيدان الخميس إسرائيل "بتوسيع الحرب إلى لبنان" .

وحذرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الخميس "كل الأطراف" من مغبة التصعيد في الشرق الأوسط بعد موجة الانفجارات.

- اجتماع في باريس-

ويجتمع ممثلون للدبلوماسية الأميركية والفرنسية والالمانية والايطالية والبريطانية الخميس في باريس لمناقشة الوضع في لبنان ومصير المفاوضات من أجل هدنة في قطاع غزة، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية الاربعاء.

ويأتي الاجتماع غداة زيارة سريعة قام بها وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن للقاهرة في محاولة لإحياء المفاوضات حول هدنة بين اسرائيل وحركة حماس، ومع موجة التفجيرات في لبنان.

واندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، مع شن حماس هجوما تسبّب بمقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية. ويشمل هذا العدد رهائن قضوا خلال احتجازهم في قطاع غزة.

وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 97 منهم محتجزين، بينهم 33 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

وردّت إسرائيل بحملة قصف مدمرة وهجوم بري على غزة، ما أسفر عن سقوط 41272 قتيلا على الأقل، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أنّ غالبية القتلى من النساء والأطفال.